“المرض النفسي ليس وصمة عار على الأسرة“، هكذا يؤمن 90% من أصل 2532 مشارك ومشاركة في استبيان “صحتنا النفسية“، بمقابل 4% اعتبروه عاراً، سواءً أصاب المرأة أو الرجل، و 3% اعتبروه عاراً فقط في حال أصاب المرأة.
لا تبدو فروقات الرأي هنا كبيرة من حيث العمر، أو الجغرافيا، كما أن الفروقات من حيث النوع ضئيلة، حيث تميل 93% من الإناث المشاركات في الاستبيان إلى رفض توصيف المرض النفسي بأنه “وصمة عار”، بمقابل 89% من الذكور.
في السياق نفسه، الرافض لهذا التوصيف للمرض النفسي، يرى 71% من المشاركين والمشاركات في الاستبيان أن الأمراض النفسية هي “أمراض مثلها مثل أي مرض آخر“، ويرى 12% أنها “جنون“، وليس بعيداً عن ذلك يرى 4% أنها “مس وسحر”، فيما يرفض 3% وجود شيء اسمه “أمراض نفسية” في الأساس!، أما 8% من الأصوات فقد وصفوا الأمراض النفسية بأوصاف أخرى، منها: اضطرابات عصبية، اضطرابات عقلية، اكتئاب، توحد، حزن، توتر، هلاوس، وساوس، ارتياب، شكوك، خوف، وغيرها من التوصيفات التي يبدو أنها تصب في النهاية في ذات التوصيفات التي اختارتها الفئات الأخرى.
أكثر الفئات العمرية التي تؤمن بأن هذه الأمراض النفسية هي “جنون” هم الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، بنسبة 20% منهم، بينما أقل فئة عمرية تؤمن بهذا الوصف هي الفئة العمرية (30-34 عاماً)، بنسبة 7% من هذه الفئة.
والصحة النفسية لها أهمية مرتفعة، بحسب 71% من أصوات الاستبيان، فيما يرى 1% فقط أنها غير مهمة أبداً.
أكثر الفئات العمرية التي تميل إلى التشديد على أهمية الصحة النفسية، هم الذين تتراوح أعمارهم في العشرينات بنسبة 74% منهم، أما أكثر الفئات توصيفاً للصحة النفسية بأنها “غير مهمة أبداً” فهم الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، بنسبة 6% من أصوات هذه الفئة العمرية، أما من حيث النوع، فإن الإناث أكثر ميلاً للتشديد على أهمية الصحة النفسية بنسبة 76% منهن، بالمقارنة مع 67% من الذكور.
وفي هذا العالم الرقمي، تتصدر “مواقع الإنترنت المتخصصة” قائمة أنسب الوسائل لدى المشاركات والمشاركين في الاستبيان للتعرف على قضايا الصحة النفسية بنسبة 59%، تأتي بعدها “الكتب العلمية” بنسبة 53%، ثم “السوشل ميديا” بنسبة 43%، أما المناهج الدراسية فتأتي في المرتبة الرابعة بنسبة 14% فقط، تليها محطات الراديو والتلفزيون (12%)، وتقبع الجرائد والمجلات في أسفل سلم المصادر بنسبة 8% فقط.
ولا تقدم الفروقات العمرية تفسيرات واضحة لسلوك المستخدمين واختياراتهم، وكذا الفروقات الجغرافية والنوعية.
بعض الأصوات المشاركة في الاستبيان أشارت إلى وسائل أو مصادر معرفية أخرى، مثل الأصدقاء، الأطباء، الأفلام والمسلسلات، الأوراق العلمية، الدورات التدريبية، أما أطرف الإجابات فقد جاءت من أحد المشاركين، قائلاً: “المواصلات العامة، كوني سائق باص“.
بحسب إجابات المشاركات والمشاركين في الاستبيان فإن كثيرين منهم قد مروا بأعراض متعددة ومختلفة، بينها الاكتئاب (56%)، الحزن (55%)، قلة التركيز المستمر (49%)، الرهاب الاجتماعي (18%)، والخطير أن 16% قالوا إنهم فكروا بالانتحار.
ضمن الأعراض التي أصيب بها المشاركون بحسب إجاباتهم، الشعور بالهلع (14%)، والسلوك العدواني المفاجئ (14%).
من حيث النوع فإن الإناث أكثر ميلاً في كل هذه المشاعر تقريباً، حيث جاءت نسبهن بالمقارنة مع الذكور كالتالي:
- الحزن: الإناث (62%)، الذكور (51%).
- الاكتئاب: الإناث (58%)، الذكور (54%).
- قلة التركيز المستمر: الإناث (52%)، الذكور (47%).
- الرهاب الاجتماعي: الإناث (22%)، الذكور (15%).
- التفكير بالانتحار: الإناث (20%)، الذكور (13%).
- السلوك العدواني المفاجئ: الإناث (15%)، الذكور (13%).
- الذهان: الإناث (6%)، الذكور (8%).
وقد أكد 79% من المشاركات والمشاركين في الاستبيان أنهم إذا أصيبوا هم أو أحد أفراد عائلاتهم بأعراض نفسية، فإن الحل هو “الذهاب إلى طبيب نفسي“، بينما قال 16% إنهم سيذهبون إلى معالج بالقرآن، وقال 4% إنهم سيذهبون إلى طبيب، ولكن طبيب آخر غير الطبيب النفسي، وذلك لأنهم يؤمنون أنه “لا يوجد شيء اسمه مرض نفسي“.
ويؤمن 84% أن “المرأة تعاني نفسياً أكثر من الرجل، نتيجة للعوامل البيولوجية والتغيرات الهرمونية والحمل والولادة“. وبالرغم من الفارق بين نسبة تأييد الإناث لهذه الفرضية (92%) بالمقارنة مع الذكور (78%)، إلا أن نسبة الذكور تظل مرتفعة أيضاً وتمثل الأغلبية، بينما لا توجد فروقات جغرافية تذكر.
ويؤمن 78% أن “للقيود المجتمعية أثر أكبر نفسياً على المرأة بالمقارنة مع الرجل“، وهو رأي أغلبية الإناث (88%) وكذا أغلبية الذكور (70%) رغم الفارق.
وقد أجاب 90% أن الحرب أثرت نفسياً على صحتهم النفسية، لا فرق بين الإناث (90%) والذكور (90%)، كما أقر 84% أن “تشخيص المرض بالنفسي أو العضوي هو مهمة الطبيب“، ولكن يبدو أن “قلة فرص العمل والدخل المستقل للمرأة يزيدان من الضغوطات النفسية عليها” بحسب رأي 77% من إجمالي أصوات الاستبيان، بفارق بين رأي الإناث (89%)، والذكور (69%).
شارك في الاستبيان 2532 صوت، بينهم 59% ذكور و 41% إناث، من محافظات صنعاء (29%)، تعز (24%)، عدن (19%)، حضرموت (7%)، إب (7%)، الحديدة (5%)، وغيرها (9%).
يأتي الاستبيان الحالي بالتعاون مع منظمة ديم للتنمية ضمن أنشطة مشروع “المرأة، السلام والأمن” الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media، وبتمويل من وزارة الخارجية الهولندية.