article comment count is: 2

«حنان مارش» .. خطى واثقة برفقة زوج استثنائي!

رفض الجميع فكرة نزولي للعمل في النقاط الأمنية، لكن إصراري على حماية وأمن بلدي جعلني أخوض كافة التحديات، وبمجرد أن لمس والدي وزوجي أهمية عملي شجعوني كثيراً ووقفوا بجانبي” هكذا بدأت حنان مارش (36 عاماً) حديثها معنا حول دعم عائلتها لها.

تعمل حنان مارش في السلك الأمني منذُ ثمانية أعوام في نقطة الهنجر بمدينة تعز جنوب غرب اليمن، هذا العمل الذي رفض الجميع دخولها فيه منذ البداية، ولكن تشجيع والدها لها وزوجها هو من دفعها لمواصلة العمل في السلك الأمني، كما التحقت حنان حالياً للعمل في أمن المحافظة. 

ترجع حنان أهم أسباب نجاحها هو وقوف أباها وزوجها إلى جانبها، واللذين ترى من خلال مساندتهما لها أنهما يمارسان بطولة مجتمعية من خلال سلوكيات الذكورية الإيجابية معها والتي تهدف إلى تشجيع النساء لممارسة حقوقهن والدفاع عنها. 

دعم لنيل حقوقها 

وفي حديث مراد أحمد لـ”منصتي 30” حول دعمه وتشجيعه المستمر لزوجته حنان لتحقيق طموحها يقول: “إن المرأة كيان مستقل قادر على الإبداع في المجتمع، فلا يجب سلب حقوقها والحد منها”. 

عملت حنان بالعديد من الأشغال كبيع البطاط، والخياطة، وغيرها من الأعمال اليدوية من أجل إعالة أسرتها، فهي أم لأربعة أولاد ، لذا اضطرت للعمل بسبب زيادة المسؤولية، كما قررت أن تواصل تعليمها إلى جانب عملها واستطاعت إكمال تعليمها لثانوية العامة بتشجيع زوجها وعائلتها ومن ثم التحقت بالسلك الأمني في العام 2016. 

القضاء الفعلي على العنف والتمييز ضد النساء والفتيات لا يتطلب رؤية الرجال طرفاً في المشكلة؛ بل جزء لا يتجزأ من الحل أيضاً فيما لا تقتصر آثار العادات والتقاليد السلبية في المجتمع اليمني، على المرأة وحسب، إذ أنها تطال الرجل الذي ينحاز بمواقفه لأجل المرأة. 

ثقتي كبيرة بقدراتها 

وعن أهم التحديات التي تعرض مراد لها قال: “نظرة المجتمع اليمني لاتزال قاصرة ومجحفة بحق المرأة إلى جانب الرجال الذين يسلكون طريق الذكورية الإيجابية تجاه المرأة، لذلك كنت أواجه الكثير من الانتقادات حول طبيعة عمل زوجتي في السلك الأمني، وهو مجال يقل تواجد المرأة اليمنية فيه”. 

ويضيف: “إيماني وثقتي الكبيرة بقدراتها ولأهمية وجود المرأة في السلك الأمني جعلني أكثر إصراراً على دعم زوجتي في تحقيق طموحها”. 

يؤمن مراد بأن الذكورية الإيجابية تفتح آفاقاً لتمكين المرأة بممارسة حقوقها وهو الأمر الذي يمارسه مع زوجته والذي أسهم في تغيير حياتها وأكسبها النجاح في عملها. 

تلعب التنشئة الاجتماعية دوراً بارزاً في صناعة الذكورية الإيجابية القائمة على احتواء الأنثى، وإعطائها القوة والقدرة على العطاء والتمكين بحيث تكون نصف المجتمع. 

ويحول الذكر الإيجابي الأنثى الضعيفة الموصوفة بالعجز إلى شخصية قادرة على التفاعل في المحيط الاجتماعي، وينقلها من الاتكالية المطلقة، والاعتماد على الآخرين إلى الاستقلالية والاعتماد على النفس.

نقيض الهيمنة الذكورية 

يعرف أستاذ علم الاجتماع عيبان السامعيبأن الذكورية الإيجابية “هي نمط جديد نقيض للهيمنة الذكورية، ويشير هذا النمط إلى التصورات والقناعات والممارسات والسلوكيات التي يتبناها بعض الرجال المناصرين لحقوق النساء والمناهضين للعنف ضد المرأة”. 

وبحسب استبيان سابق نشر على منصتي 30 شمل عينة من 60 شخصاً حول الذكورية الإيجابية ودورها في مكافحة العنف القائم فقد أظهرت النتائج أن 63% لم يسمعوا بمصطلح الذكورية الإيجابية من قبل، في حين أن 54% منهم لا يتصفون بالذكورية الإيجابية القائمة على مساندة المرأة. 

ونفى المشاركون في الاستبيان أن يكون هناك علاقة بين العنف القائم والذكورية السلبية، حيث قال 84% من المستطلعين إنه “لا توجد علاقة بين المفهومين”، لكن يعتقد 93% من إجمالي أصوات الشريحة المستطلعة أنه إذا اتصف الرجل بالذكورية الإيجابية سيتوقف العنف على النساء. 

من ناحيته يؤكد عيبان السامعي لـلمنصتي 30 ” أن “الذكورية الإيجابية مدخلاً مبتكراً لتحطيم الهيمنة الذكورية، وبالتالي تحقيق مجتمع المواطنة المتساوية، حيث لا يمكن تحقيق المواطنة المتساوية في ظل استمرار سيطرة الرجل على المرأة”. 

ربما رجل بمفرده يقع ضحية المعارضة الاجتماعية، لكن عندما يكون هناك مجموعة من الرجال الذين يعتقدون بأهمية دور المرأة، ودعمها لنيل حقوقها فإن ذلك بداية إطلاق قاعدة اجتماعية بديلة لتغيير العادات والتقاليد السلبية السائدة في المجتمع نحو مجتمع أكثر إيجابية. 

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (2)