تحديات تهديدات الصحفيات اليمنيات
article comment count is: 0

تحديات وتهديدات تواجه الصحفيات اليمنيات! 

استطاعت الصحفية شيماء القرشي من خلال عملها الصحفي أن تسلط الضوء على القضايا الحقوقية وقضايا العنف ضد النساء، حيث عملت على قضايا  نوعية كانت مغيبة عن وسائل الإعلام كحرمان المرأة من حقها في الزواج والأمومة بسبب الميراث، وحق المرأة في الوصول إلى المناصب العليا سواء في السلك القضائي أو غيره من المناصب، وحرمان المرأة من الحصول على الرعاية الصحية كقصتها التي حصلت على المركز الثالث لجائزة السكان والتنمية 2023م تحت عنوان “رهاب العذرية.. حين يصبح الكشف الطبي عيباً“.

شيماء هي واحدة من عشرات الصحفيات اليمنيات اللاتي يعملن على نقل صوت المرأة وتسليط الضوء على قضاياها الحقوقية وقضايا العنف ضدها، برغم من التحديات التي تواجههن حيث تفيد دراسة حديثة صادرة عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بارتفاع ظاهرة التنمر الإلكتروني ضد الصحفيات اليمنيات، وكشفت الدراسة أن 72% من الصحفيات المشاركات في الدراسة أفدن بتعرضهن لنوع من أنواع التنمر الإلكتروني.

في هذا التقرير نحاول أن نسلط الضوء على أبرز القضايا الحقوقية وقضايا العنف ضد النساء التي تناولتها التغطيات الإعلامية للصحفيات، بالإضافة إلى أبرز التحديات التي واجهت الصحفيات أثناء عملهن على هذه القضايا..

أبرز القضايا التي نشرت عنها الصحفيات

تنوعت القضايا التي عملت الصحفيات على تناولها، منها ما يتعلق بحقوق المرأة كحقها في التعليم، والميراث، وحقها في اختيار شريك الحياة، والحق في الحصول على الرعاية الصحية، وحقها في الوصول إلى مراكز صنع القرار، حقها في المساواة في فرص العمل والأجور، وحقها في الحصول على الهويات الشخصية كالبطائق وجوازات السفر، والقضايا المتعلقة بتأثيرات الحرب على المرأة كتعرضهن للإصابات جراء القصف، والنزوح وما ينتج عنه من أخطار على المرأة كالتعرض للتحرش، وتلك المتعلقة بالتغيرات المناخية وتأثيرها على النساء والخدمات المقدمة لهن، كذلك المشاكل الرقمية التي تتعرض لها المرأة “عمليات الابتزاز الالكتروني و التنمر و التحرش الرقمي“، بالإضافة إلى القصص الإيجابية عن المرأة كقصص النجاح وإبراز دورهن في مجالات متعددة سواء في سوق العمل والتمكين الاقتصادي وإسهامهن في أدوار مختلفة في المجتمع.

التحديات التي تواجه الصحفيات

تواجه الصحفيات العديد من التحديات ومن ابرز تلك التحديات ما يلي:

  • التحديات المتعلقة بالحصول على المعلومات لعدم وجود مراكز رسمية وشحة المعلومات في هذا الجانب.
  • صعوبة الوصول إلى المصادر وخاصة في قضايا العنف ضد النساء.
  • رفض/تحفظ النساء وخاصة الناجيات من العنف إجراء مقابلات/نشر قصصهنّ: (بسبب الخوف من الاستهداف، الوصم المجتمعي، و بسبب عدم ثقتهنّ في وسائل الإعلام).
  • التصور الخاطئ لدى النساء بأن الإعلام وسيلة تشهير وليس وسيلة للتنوير والمناصرة لقضاياهنّ.
  • عدم وجود وعي مجتمعي تجاه قضايا المرأة يجعل من الصعوبة تناول بعض القضايا التي تثير حفيظة المجتمع وتعرض الصحفيات للخطر.
  • اتهام الصحفيات بتحريض النساء على التمرد عند تناول قضايا متعلقة بحق من حقوق المرأة.
  • صعوبة الحصول على الموافقة المستنيرة من الضحايا والناجيات بسبب حساسية المواضيع المتعلقة بالنوع الاجتماعي خصوصاً في مجتمع منغلق مثل اليمن.
  • عدم وجود وعي كافٍ لدى النساء بحقوقهنّ يجعل من الصعوبة تغطية بعض القضايا لتخوف النساء من الإدلاء بآرائهنّ حول القضية.
  • عدم الوعي لدى الفتيات اللواتي تعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي بأهمية مناقشة وعرض تجاربهنّ -تحت أسماء مستعارة- للجمهور وذلك في إطار عمل مقترحات أو معالجات من جهات الاختصاص.
  • أضف إلى ذلك أنّ الجهات الحكومية والمخولة بتقديم المعلومات تتنصل عن دورها في ذلك.

العمل في ظل هذه التحديات قد يترتب عليه بعض المخاطر بحسب حديث الصحفيات، حيث تقول لمياء أحمد: “بسبب عملنا على نقل قضايا المرأة أصبحنا نتهم بأننا نقوم بتحريض النساء على التمرد، وهذا الاتهام قد يترتب عليه ضرر علينا، وقد تعرضت لذلك في إحدى المرات بسبب تغطية لقضية فتاة تعرضت لمحاولة التحرش، بعد أن نزلت لأخذ أقوالها وصلتني تهديدات بعدم النشر أو الحديث عن القصة لأن المتورط فيها شخص ذو نفوذ وكان التهديد صريح بأن نبتعد عن الحالة ولا بيحصل ما لا يحمد عقباه. فنقل بعض القضايا المتعلقة بالمرأة قد يكون ثمنه غالياً، خاصة في ظل الثقافة المجتمعية المسيطرة”.

ولا يختلف الأمر مع زميلتها الصحفية نجوى حسن التي عملت على تغطية بعض القضايا الحقوقية للمرأة، والتي تقول: “عندما كنت أعمل على بعض القضايا الحقوقية للمرأة منها قضية جوازي بلا وصاية، لقيت كمية كبيرة من التنمر، وصدّ كبير حتى من المرأة نفسها، وفي قضية أخرى تتعلق بقضية ابتزاز النساء عبر برامج الشات وصلتني تحذيرات مبطنة إنه ما أكمل المادة الصحفية التي أعمل عليها من قبيل ما يحتاج إنه تظهري القضية، وإيش بتستفيدي من إثارة مثل هذه القضايا”.

الحلول المقترحة للتغلب على التحديات

في هذا الجانب يقدم الصحفي والمدرب المتخصص في قضايا المرأة بسام غبر مجموعة من المقترحات للتغلب على التحديات التي تواجه الصحفيات أثناء تغطية القضايا الحقوقية والعنف ضد النساء، ومن تلك المقترحات:

  • إقامة برامج تدريبية للصحفيات حول تناول قضايا العنف ضد النساء وكيفية التعامل مع هذه القضايا الحساسة التي تتطلب مهارات عالية في التعامل مع المصادر أو في التعامل مع الناجيات أو ضحايا العنف ضد النساء.
  • بناء شبكة من المصادر المتنوعة والمتخصصة في قضايا المرأة في كافة الجوانب سواء القانوني أو النفسي أو الاجتماعي، ليسهل الرجوع إليها عند تغطية قضايا المرأة.
  • بناء علاقة جيدة مع المنظمات المتخصصة بقضايا المرأة لتسهيل وصول الصحفيات للنساء المعرضات للعنف أو المتخصصين في تلك القضايا.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً