المهن اليدوية في اليمن بريشة رشاد السامعي منصتي 30
article comment count is: 0

استبيان | المهن اليدوية في اليمن.. لا عزاء للحلاقين

الناظر للخارطة الاجتماعية في اليمن فيما يخص الفروقات الطبقية يعتقد في الغالب وجود فرز طبقي حاد كما يحدث في الهند مثلا ولكن هذه التوقعات تخيبها نتائج استبيان منصتي 30 (ساحة شباب اليمن سابقا) الخاصة بالمهن اليدوية. تبين من إجابات العينة المشاركة في الاستبيان (790 مشاركا) أن 88% منهم لديهم صداقات مع أصحاب المهن اليدوية، فيما أجابت نسبة 12% بالنفي.

هذه النتيجة تبين التداخل والتعايش بين أصحاب المهن المختلفة وتقدم مؤشرا حول قلة أهمية نوعية العمل الذي يؤديه شخص ما.

الشيء الآخر الجدير بالملاحظة في هذا الاستبيان أن نسبة كبيرة بلغت 82% من جملة المشاركين في الاستبيان أفادوا بأنهم يوافقون على ممارسة مختلف المهن اليدوية إذا دعت الضرورة، فيما أجابت نسبة 18% برفض ممارسة المهن اليدوية حتى وإن دعت الضرورة.

انقسام حول التقدير

لا تجد المهن اليدوية التقدير الكافي من بعض الأفراد والشرائح داخل مجتمعات كثيرة. واليمن بهذا المعنى ليس استثناء، وقد ظهر من نتائج هذا الاستبيان أن نسبة تراوح الـ 20% لا تقيم علاقات صداقة مع اصحاب المهن اليدوية ولا تقبل بممارسة أي مهنة يدوية حتى وإن دعت الضرورة.

وجهنا من خلال الاستبيان سؤالا مباشرا حول نظرة اليمني لأصحاب المهن اليدوية وظهر لنا نوع من الانقسام في إجابات المشاركين

مثلا نسبة 31% تقول بأن نظرة اليمني لأصحاب المهن اليدوية نظرة عادية، فيما تقول نسبة مماثلة تقريبا (30% من المشاركين) بأن النظرة لهم دونية.

نفس الانقسام نراه بين الذين يعتقدون أن اليمني ينظر نظرة تقدير لأصحاب المهن اليدوية وبلغت نسبتهم 14% والذين يعتقدون أن النظرة لهم لا مبالية ونسبتهم 13%.

في المحصلة النهائية نرى أن الذين يعتقدون بأن نظرة اليمني عادية ويضاف إليها عامل التقدير بلغت نسبتها الاجمالية 45% من إجمالي عدد المشاركين في الاستبيان.

بالمقابل بلغ إجمالي نسبة الذين يعتقدون بنظرة الدونية إضافة لعدم المبالاة 43% وهذا يظهر بشكل واضح الانقسام الحادث الذي أشرنا إليه والذي لا تتوفر لنا وسائل تفسير خلفياته من خلال الاسئلة التي طرحناها في هذا الاستبيان.

توضيحات على الهامش

أتحنا في السؤال السابقة الفرصة لتوضيح الرأي كتابة من خلال خيار (أخرى) إذ عادة ما لا يجد الشخص الاجابة التي تلائمه من الاجابات المقترحة. من خلال الايضاحات التي ساهم بها عدد من المشاركين نرى مجموعة من العوامل والمتغيرات داخل المجتمع اليمني فيما يخص نظرة الشخص لأصحاب المهن اليدوية. بعض المشاركين يقول بأن النظرة الدونية أمر ملازم لجيل الآباء وكبار السن وأن الجيل الجديد لا ينتبه لمثل هذه الأمور، كتب أحد المشاركين:

” لم تعد النظرة الآن في هذا الجيل كما كان سابقا نتيجة التعليم والاحتكاك الاجتماعي  وما زالت عند بعض القبائل فقط”.

مشارك آخر يشير لعامل التعليم الذي يتركز في الحضر وأن النظرة الدونية لأصحاب المهن اليدوية أمر نراه في الأرياف أكثر:

“تختلف النظرة لدى اليمنيين لهذه الفئات بحسب المستوى التعليمي ففي المناطق الريفية لا يزال الكثيرين يعتبرونها مهن دونية أما في عواصم بعض المدن فينظرون لها بشكل عادي”.

كذلك تلعب الجغرافيا دورا في تقدير الأفراد لمهنة ما حسب الثقافة المحلية السائدة، هذا ما حاول توضيحه أحد المشاركين في الاستبيان أيضا:

” تقريبا اشوف المناطق الشمالية نضرتهم فيها نوع من التعالي والكبر على أصحاب المهن اليدوية بينما الوسط والجنوب أخف بكثير وتكون نضره شبه عادية”.

لم تخل إجابات بعض المشاركين من الطرافة.. أحدهم أراد أن ينفي وجود الظاهرة في اليمن فأثبتها:

” ينظر اليمني لأصحاب المهن اليدوية بعين الاحترام والتقدير، عدى حرف محدودة مثل الحلاقة الجزارة وخياط الاحذية فمثل اصحاب الحرف هذي ينظر لهم بنظرة دونية”.

زواج

الزواج والمصاهرة وعلاقات الدم من الأشياء التي تمثل الامتحان الحقيقي اذا تعلق الأمر بالقبول الاجتماعي لفئة ما. طرحنا ضمن الاستبيان سؤالا حول إن كان الشخص يقبل بدخول علاقة مصاهرة مع أسرة من أصحاب المهن اليدوية..

أظهرت الإجابات أن أكثر من نصف المشاركين (64%) يقبلون بعلاقة المصاهرة. مقابل ذلك أفادت نسبة 13% من المشاركين بأنهم لا يقبلون بالمصاهرة فيما امتنعت نسبة أكبر من نسبة الممتنعين (23%) عن الإجابة، وليس لدينا وسيلة لتفسير هذا الامتناع من خلال الاسئلة التي طرحناها والطريقة التي صمم بها الاستبيان.

الملاحظ أن المشاركين من الذكور أجابوا بنسبة أكبر من الاناث بأنهم لا يقبلون بعلاقة المصاهرة مع أسرة من أصحاب المهن اليدوية

14% للذكور مقابل 7% للإناث.

السؤال الأخير في الاستبيان كان عبارة عن حزمة فرضيات تتعلق بأسباب النظرة الدونية للأعمال اليدوية وكيفية القضاء على النظرة ثم المقارنة بين الجيل الحالي والأجيال الأكبر في نظرتهم للأعمال اليدوية.

هل تساهم القبلية في النظرة الدونية للأعمال اليدوية في اليمن؟ توافق نسبة 80% من إجمالي عدد المشاركين بدرجة من الدرجات على هذه الفرضية.

هل يكمن حل هذه المعضلة في تعزيز الديمقراطية داخل المجتمع وحراسة حقوق الجميع بمبادئها ونظمها والقوانين المنبثقة منها؟

توافق نسبة 67% من المشاركين على هذه الفرضية مقابل 24% من الرافضين لها. الجدير بالملاحظة هنا أن نسبة كبيرة بلغت 10% من المشاركين أجابوا بأنهم لا يعرفون إن كان الأمر كذلك.

الفرضية الأخيرة تتعلق بالمقارنة بين الجيل الحالي والأجيال السابقة، تقول الفرضية إن الجيل الحالي لا ينظر نظرة دونية لأصحاب الأعمال اليدوية مقارنة بالكبار..

أفاد 65% من المشاركين بأنهم يوافقون على الفرضية بدرجة من الدرجات. فيما عارضها 29% وقالت نسبة 6% بأنها لا تعرف الاجابة.

مشاركة

شارك في الاستبيان 790 مشاركا شكل الذكور نسبة 86% منها مقابل 14% للاناث. فيما يخص التوزيع الجغرافي للمشاركين جاءت الغالبية من صنعاء بما يقارب نسبة النصف (46%) تليها تعز ثم عدن.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً