دورة حياة الصحة الإنجابية

تعد تحذيرات الأمم المتحدة مؤشراً مقلقاً من احتمالية وفاة أكثر من 484 ألف امرأة في اليمن، نتيجة إغلاق أكثر من 140 مركزاً للصحة الإنجابية، بواقع 70% من هذه الخدمات الإنجابية تم تعليقها. وذلك بسبب نقص التمويل في منتصف 2020.

وبحسب تقارير للأمم المتحدة يوجد ما يقارب نحو ثلاثة ملايين ونصف امرأة وفتاة في سن الإنجاب بجميع أنحاء اليمن، بحاجة إلى خدمة الصحة الإنجابية والحيوية.

• ماهي الصحة الإنجابية؟

عرفت منظمة الصحة العالمية الصحة الإنجابية على أنها الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض. كما تعد جزءاً اساسياً من الصحة العامة. لذا يعتبر «دورة الحياة» أكثر مفهوم للصحة الإنجابية، حيث أنه من خلال هذا المفهوم يتم التعامل مع صحة الأنثى من خلال دورة حياة كاملة.‏

ونحن هنا في هذه المساحة نؤمن لكم تثقيفاً صحياً يعرّف الجنسين (الذكر +الأنثى) من الشباب المقبلين على الزواج بكيفية اختيار أفضل الفرص لإنجاب وولادة طفل سليم في بيئة صحية آمنة، تتناسب مع الشريحة الاجتماعية المهمشة والأضعف. وبخدمة مالية زهيدة .

وبرغم ما تقدمه مراكز الصحة الإنجابية العاملة في اليمن من نداءاتها المتكررة، فإنها مازالت محدودة، جراء ما يحصل لهذا البلد من حروب وأزمات متتابعة ووضع صحي متردي لا يقوى على الصمود في مثل هكذا أوضاع.

نستطيع القول إن مراكز الصحة الإنجابية في الأرياف قاربت على الإغلاق النهائي، ولم تتبقَّ سوى أقسام النساء والتوليد المتواجدة في المستشفيات الكبيرة في المدن الرئيسية والثانوية بشكل بسيط. وعليه يؤخذ مستشفى السبعين للنساء والولادة كنموذج لتقديم هذه الخدمات الإنجابية، منها:

1. تقديم حزمة رعاية الأم الحامل التي أقرتها منظمة الصحة العالمية كبروتوكول عالمي لكل النساء في فترة الحمل، للتقليل من الأخطار التي قد تنتج خلال فترة الحمل.
2. تقديم حزمة رعاية الأم بعد فترة الولادة، ومعالجة أي مضاعفات نتجت أثناء عملية الولادة.
3. تقديم خدمة الفحص الطبي العام للصحة الإنجابية للسيدات أو الرجال في سن الإنجاب. وهي (حزمة من الفحوصات والاستشارات المقدمة للنساء أو الرجال، والتي تهدف إلى الكشف المبكر عن أي أمراض قد تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي أو الذكري في المرحلة العمرية المتوسطة. مثل سرطانات الثدي وعنق الرحم في النساء أو البحث عن سبب العقم عند الرجال).
4.  التوعية الصحية للوقاية من الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي والتي تنتقل عبر الاتصال الجنسي.
5. تقديم المشورة الجنسية الصحية للشباب المقبلين على الزواج، أو الازواج حديثي العهد وإجراء الفحوصات الطبية لفترة ما قبل الزواج.
6. خدمات تتعلق بطرق منع الحمل مع تقديم الاستشارة الطبية والنصيحة لاختيار الوسيلة المناسبة لكل أنثى بشكل صحي ملائم للأسرة وبشكل مرتب.
7. الخدمات المقدمة للنساء ما بعد سن الإنجاب: للوقاية من الأمراض التي تتعلق بالجهاز التناسلي وكشفها المبكر، وعن السرطانات المتعلقة بهذه المرحلة العمرية ما أمكن، وتدبيرها.‏

• من هم المستهدفون في الصحة الإنجابية؟

• المرأة والرجل في سن الإنجاب.
• النساء ما بعد سن الإنجاب.
• المراهقون من أجل تجنبهم الأنماط السلوكية الضارة بصحتهم.
• الطفل بعد الولادة، وبهذا الاستهداف تكتمل دروة الحياة.

  

• أين تتواجد خدمات الصحة الإنجابية؟

تعتبر حزمة خدمات الصحة الإنجابية من أهم المكونات الأساسية لخدمات الرعاية الصحية الأولية المُقرة من منظمة الصحة العالمية. ولكن تختلف مكونات هذه الحزمة باختلاف مدى إمكانيات المراكز التي تقدمها في البلدان المختلفة. مثلاً في اليمن هذه الخدمة تقدم في المراكز الصحية في المديريات المختلفة. وبسبب مدى تواضع الإمكانيات في هذه المراكز لا تتم تغطية كامل مكونات الحزمة، وتكتفي هذه المراكز بتقديم المشورات المتعلقة بوسائل منع الحمل، وأيضاً تقديم حزمة رعاية الأم الحامل، المكونة من فحص دوري لكل امرأة حامل مع تقديم بعض الأدوية الضرورية من أقراص حمض الفوليك و غيرها.

عادة هذه الحزمة تُقدم في:

• أقسام النساء والتوليد في المستشفيات الحكومية في المدن الرئيسية.
• المراكز الصحية الأولية في المديريات.
• مراكز رعاية الأم الحامل المدعومة من المنظمات المحلية والعالمية.

لكن، يبقي هنالك قصور في هذه الخدمات الصحية الإنجابية في هذا البلد، لشحة الإمكانيات وكبر حجم الاحتياج. وكما تشير تقارير الجمعية اليمنية للصحة الإنجابية بتغطية ما يقارب65  ألف نازح استفاد من مشروع خدمات الصحة الإنجابية في مدينة صنعاء، وتعز، وعمران، كونها مناطق نزوح كثيفة السكان. وتم تأهيل أكثر من 98 شاباً على نشر الوعي والتثقيف المجتمعي بالصحة الإنجابية والحقوق التي تستهدف الشباب .

لذا فإن الصحة الإنجابية هي انعكاس للصحة خلال مراحل الحياة البشرية منذ الطفولة وحتى الكهولة وتعتبر إضافة للحالة الصحية لكلا الجنسين.