الشباب المبادر والمسؤول الحكومي في اليمن بريشة رشاد السامعي. منصتي 30
article comment count is: 2

استبيان | مبادرات شبابية وتقاعس حكومي يمني

إذا كان المشاركون في استبيان منصتي 30 (ساحة شباب اليمن سابقاً) عن روح المبادرة، يصنفون أنفسهم بالأغلبية الساحقة أنهم مبادرون مع بعض التفاوت، فما هي إذن المبادرات التي شاركوا بها، أو سمعوا عنها على الأقل؟.
توجهنا بهذا السؤال للمشاركين في الاستبيان فانهالت كمية كبيرة من الإجابات، تنوعت بين المبادرات في مجال التعليم، الصحة، الخدمات، ومجالات أخرى، في ظل تقاعس أو فشل حكومي، اخترنا أهمها فيما يلي:
  • نسقت لحملة مناصرة لمرضى مركز الفشل الكلوي #أريد_أن_أعيش وهي عبارة عن حملة مناصرة وحشد مجتمعي من أجل توفير مادة الديزل والخط الساخن للكهرباء من خلال الضغط الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعية والقنوات التلفزيونية المحلية والعربية والصحف والإذاعة المحلية، وكذا ضغط مجتمعي من منظمات المجتمع المدني، وقد قمنا خلال أسبوع بتوفير أكثر من ستين ألف لتر ديزل وكذا تشغيل الخط الساخن للكهرباء من أجل المركز الوحيد في مدينة الحديدة للغسيل الكلوي، وكذا عرض المعاناة في أكثر من خمس عشرة قناة محلية وعربية ودولية، والعديد من الصحف والمواقع وحصول هاشتاج الحملة على أكثر الهاشتاجات مشاركة خلال أسبوع في اليمن.
  • نزول طلاب الطب للمدارس والمساجد لتثقيف المجتمع حول مرض الكواليرا، حينها كانت مبادرة جيدة فلا تكفي الأخبار والمنشورات فوجود شخص يخاطبك له تأثير أقوى.
  • مبادرة من مجموعة من طلاب الجامعة، قاموا بشراء آلة تصوير، ويتم تصوير الملازم مجاناً للطلبة الذين لم يستطيعوا توفير قيمة الملازم.
  • مبادرة كن عوناً، هي إحدى المبادرات التي قام بها شخص واحد فقط، غيرت من حياة الكثيرين، المبادرة مبنية على مشاركة مجتمعية بأي مبلغ تريده من 100 إلى أي مبلغ، يقوم خلالها صاحب المبادرة بشراء مواد غذائية بشكل شهري يوزعها على أكثر الأسر عوزاً، معتمداً في اختياره للأسر على عدم وجود عائل قادر على العمل، أي أن أغلب الأسر هم عبارة عن أسر فقدت معيلها، إضافة إلى صرف حقائب مدرسية للأسر التي تملك أطفالاً للدارسة، مع مساعدة بعض الحالات المرضية بشكل استثنائي. رغم بساطة الفكرة إلا أنها استطاعت أن تخفف من حجم معاناة الكثير من الأسر، هذه الفكرة قام بها رجل واحد فقط توجد لديه همة أمة.
  • تشغيل مشروع المياه المتعثر ومعالجة المديونية المتراكمة عليه، حدث هذا في عزلة مديخة، من العزل التي تواجه شحة المياه بعد جفاف آبار المياه ونفاذ المخزون الأرضي حيث يتم جلب الماء من مناطق بعيدة ويصل سعر الوايت الواحد إلى 15000 ريال وتعجز الأسر الفقيرة عن شراء الماء بسبب التكلفة المرتفعة والباهظة والتي يعجز عنها حتى أصحاب الدخل الميسور، لكن المنطقة تمتلك مشروع مياه توقف بسبب تلاعب وعبث القائمين عليه حيث تعطلت مضخة رفع المياه وكذلك أتلفت خطوط نقل المياه إلى الأهالي، تم تحديد لقاء بإدارة المشروع، في البداية واجهنا رفضهم وتعنتهم واتهامنا بمحاولة التحريض عليهم حتى تم التوصل إلى عقد لقاء سري ومناقشة أسباب توقف المشروع والبحث عن حلول لعودة تشغيله وأننا على استعداد للتعاون معهم في كل خطوة واعتبارنا جزء منهم، وأن كل خطوة ستتم بموافقتهم، وفعلاً تم عقد الاجتماع وتم طرح كل شيء من بداية إنشاء المشروع وحتى لحظة لقائنا بهم، وماهي الأسباب والمشاكل، وبدأنا نبحث معهم عن الحلول ووضعنا أمامهم مجموعة من المقترحات بعضها كان يتم الاعتراض عليها وبعضها كان يحصل على موافقة جزئية وبعضها كانت تلقى ارتياح وموافقة مبدئية، وتم الاتفاق على تحديد موعد والاجتماع مع مدير المديرية وأمين عام المجلس المحلي ومدير مكتب المياه، وتم ذلك وأسعدنا كثيراً لتفهم مدير المديرية للموضوع وشكرنا على هذه الخطوة وأبدى استعداده للتعاون معنا حتى يتم افتتاح وتدشين هذا المشروع من جديد، وتم التواصل بإحدى المنظمات الدولية العاملة في المحافظة وتم طرح الموضوع عليها وكان ردهم مبشراً، وتم تكليف ثلاثة مهندسين للنزول إلى المشروع وتحديد الاحتياجات وتحديد تكلفة الصيانة والتشغيل ورفعها إلى المنظمة، ولم يمر عام واحد حتى بدأ العمل في المشروع وخلال ستة أشهر تم ضخ أول كمية من المياه إلى منازل المشتركين الذين كانوا قد نسوا هذا المشروع، وعادت الفرحة والبهجة إلى قلوب الجميع وتم حل مشكلة أثقلت كاهل الكثيرين من أبناء المنطقة وهم يبحثون عن الماء.
  • في قريتي النائية نعاني من وجود طريق وعرة للدخول والخروج من وإلى القرية، ولكنني تمكنت مع بعض الشباب المتعلمين من إقناع أبناء القرية بالمساهمة من أجل شق الطريق، وطرحت عليهم مبادرة تتكون من جزئين، الأول أن يشارك جميع السكان بالمال لدفع أجور آلة شق الطريق، والثاني أن يشاركوا بأيديهم وأدواتهم البسيطة في مساعدة الآلة لشق الطريق وتم الأمر بحمد الله وبجهود ذاتية من أبناء القرية ولم تساعدنا الدولة أبداً.
  • قمت بمبادرة تلقائية بنفسي، ويدافع ذاتي تجاه منطقتي، بقطع أشجار المسكين التي كانت تعيق الحركة على جوانب الطريق وتؤدي في حال امتدادها إلى حصول حوادث مرورية، فأعجب الشباب بفكرتي وقاموا بمبادرة أكبر.
  • قبل ثلاثة أعوام من اليوم قمت أنا ومجموعة من الشباب بعمل مبادرة أسميناها المدرسة المتحركة (Mobil School)، تقوم هذه المبادرة على الاهتمام بالفئة المهمشة في المجتمع أو بما تسمى فئة “الأخدام”، قمنا باستئجار باص واشترينا بعض الأدوات المدرسية البسيطة، كتب، دفاتر، أقلام، في البداية واجهنا صعوبة بالغة من قبل آباء هؤلاء الأطفال، حيث كانوا يتهموننا بأننا نريد إلحاق الضرر بهم، وأننا ننوي خطفهم، لكن الحمد لله مع الوقت تحسنت معاملتهم لنا وكسبنا ثقتهم فينا، ورأينا فيهم الحماس للتعلم وامتلأت وجوههم أملا حيث كنا نخبرهم أن بإمكانهم العيش مثل غيرهم وأنه من حقهم أن يتعلموا ويتولوا مناصب يختاروها بعلمهم واجتهادهم وقرر البعض منهم العودة للمدرسة، ومع بداية القصف توقفنا ولم نعد نجد هؤلاء المهمشين في الأماكن التي اعتدنا تواجدهم فيها. نأمل أن تعود مبادرتنا قريباً.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (2)

  1. قمت ومجموعة من الزملاء في قسم الهندسة الصناعية بجامعة تعز بتصنيع جهاز تنفس اصطناعي محلي كمبادرة منا في مواجهة اعراض ضيق التنفس الناتج عن فيروس كورونا خلال الازمة …ومع أننا قمنا بإبلاغ الجهات الرسمية في المحافظة(مكتب الصحة، ادراة الجامعة،السلطة المحلية عبر وكلاء المحافظة…الخ) في بداية العمل على الجهاز ، إلا أنهم لم يبدوا أي تفاعل …مما اضطرنا الى مواصلة العمل بإمكانيات مادية ذاتية إلى أن استكملنا عملية التصنيع …وحتى الان السلطات المحلية تغض النظر وكأن الامر لا يعنيها..