أطباق تركية / shutterstock
article comment count is: 4

أكلات تركية على المائدة الصنعانية!

كان للأتراك (العثمانيين) تأثير كبير في حياة اليمنيين خلال فترة حكمهم لليمن خلال الفترتين الأولى 1538- 1635 م والفترة الثانية 1635- 1918م حيث شهد حكم العثمانيين في اليمن بناء المدارس والمعاهد الفنية والحرفية إضافة إلى بناء مصانع الحديد والصلب ومصانع الأسلحة والذخائر ومصانع الرخام والزجاج، إضافة إلى بناء الحصون والقلاع وبناء سكة حديدية في الحديدة لكنها توقفت بسبب الحرب العالمية الأولى وخروج الأتراك من اليمن. هذا ما أكده الأستاذ على جارالله الذيب، باحث في التاريخ العثماني في اليمن.

كل هذا التأثير انعكس وبشكل كبير على العلاقات مابين اليمنيين والأتراك مما أدى إلى تمازج في العادات والتقاليد والتعايش مع اليمنيين والدخول في علاقات مصاهرة مع الأسر اليمنية حيث وصل عدد ما يسمى (اليمنيون الأتراك) إلى حدود 30000 يحملون الجنسية اليمنية، وهناك أسر ذات أصول تركية في اليمن مازالوا يحتفظون بألقابهم الأصلية حتى اليوم.

ونتيجة ذلك تأثر اليمنيون بالأتراك في شئون الحياة عامة ومنها المأكولات.

الحلويات التركية

الرواني والشعوبيات والقطائف، ترتبط في أذهان أبناء صنعاء والمناطق المحيطة بشهر رمضان المبارك، هذا ما يقوله الحاج أحمد الابارة (65 عاماً) من أبناء صنعاء القديمة ويضيف بأن “أصل هذه الحلويات تركية وتعود للأتراك أثناء تواجدهم في اليمن منذ مئات السنيين”.

وتؤيد كلامه الأستاذة امة الرزاق جحاف، مختصة في التراث الصنعاني بقولها إن “الأتراك أثروا بشكل كبير في حياة اليمنيين في مختلف المجالات وبالأخص في المأكولات، فكثير من الأكلات في المطبخ الصنعاني تعود إلى أصول تركية، فمثلاً الرواني والشعوبيات هي أكلات تركية، حيث كانت أمهات المجندين الأتراك يقمن بإرسال الرواني ناشفاً إلى أبنائهن في اليمن، ويقوم الجنود بإضافة الشيرة عليه ليصبح جاهزاً للأكل”، وتضيف أمة الرزاق بأنه “خلال زيارتها لتركيا وجدت الرواني بنفس الشكل والاسم”.

صالح كيدمة، بائع رواني يقول إن “أصل الرواني يعود إلى أصول تركية ويضيف بأن “الإقبال عليه يزداد بشكل كبير خلال شهر رمضان المبارك”.

الرواني وهو عبارة عن طحين وبيض وسكر ويخلط ليصبح بعد استوائه على شكل إسفنج وتضاف إليه الشيرة.

السلتة

تقول أمة الرزاق إن السلتة (عبارة عن الحلبة يضاف لها الكراث مع المرق)، أصلها يمني لكن الأتراك أضافوا عليها بعض التحسينات مثل إضافة الكبيبات (دقة لحم على شكل كرات دائرية)، وبعض الإضافات الخاصة لتكون مميزة.

الطلمة (المحشي)

من الوجبات التركية المفضلة في صنعاء وبشكل كبير هي الطلمة (المحشي) وهو عبارة عن حشو الخضار كالبطاطا والباذنجان والكوسا والطماطم بالأرز واللحم المفروم (الدقة)، ومازال سكان صنعاء يسمون المحشي بالطلمة وهي نفس التسمية في تركيا.

الكدم

محمود طربوش (من أصول تركية) يقول إن الكدم (نوع من الخبز مصنوع من مجموع من الحبوب على شكل دائري) يعود أصله إلى تركيا حيث كان يتم توزيعه للجيش التركي في اليمن، بعد ذلك تم استخدامه في الجيش اليمني حتى الآن إضافة إلى انتشاره في الأسواق والأفران اليمنية حيث يفضل كثير من اليمنيين تناوله مع السلتة بشكل خاص.

السوسي

من الأكلات الشهية المشهورة في اليمن ذات الأصول التركية، وهي عبارة عن مجموعة من أرغفة الخبز التي تخبز في التنور اليمني حيث يتم وضع كمية من الحليب في قدر على النار حتى يصبح ساخناً بعد ذلك تتم إضافة البيض والملح.

يتم وضع رغيف الخبز الأول في ما يسمى بالمقلى الصعدي (مصنوع من الحجر)، ويتم إضافة الخليط عليه ثم رغيف الخبز الثاني ثم إضافة الخليط وأخيراً وضع الرغيف الأخير، وإضافة بقية الخليط ويتم وضع كمية من الزبدة وحبة البركة على السوسي ووضعه على النار لبضع دقائق ليصبح جاهزاً للأكل.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (4)