الحب ذوي الاحتياجات الخاصة
article comment count is: 3

لا عائق أمام الحب وممارسة الحياة الطبيعية

يشتكي إبراهيم اليوسفي (27 عاماً) وهو أحد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي أصيب بشلل نصفي ألزمه كرسيه المتحرك منذ 12 عاماً من عدم استطاعته الحصول على أي معلومات أو استشارات تمكنه من معرفة المزيد حول العلاقة الجنسية، وكيفية ممارستها للأشخاص في مثل حالته. ينظر الكثير من حوله على أن إبراهيم لم يعد قادراً على إقامة علاقة جنسية بسبب الإعاقة، ويسبب عزوف الكثير من الفتيات والأسر عن القبول به كشريك، عن العلاقة الجنسية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والمفاهيم الخاطئة عن هذا الموضوع، وكيفية الحصول على علاقة جنسية صحية لذوي الاحتياجات الخاصة، نتحدث رفقة إبراهيم في هذه المادة.

يقول بلال عودة مؤلف كتاب “التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة“، إن الحديث عن العلاقة الجنسية بشكل عام ولذوي الاحتياجات الخاصة على وجه التحديد مغلف بثقافة العيب والكتمان رغم الحاجة الماسة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة وبالأخص ذوي الإعاقة العقلية من التطرق لهذا الأمر وتعليمهم وتعريفهم أكثر حول مرحلة البلوغ والمراهقة وحتى قضية الزواج.
واضاف عودة أن “الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى معرفة أكبر بالاتجاهات السليمة إزاء المسائل الجنسية بالقدر الذي يسمح به نموهم الجسمي والعقلي وفي إطار القيم والمعايير الاجتماعية، ما يؤهلهم لمواجهة المشاكل الجنسية والتوافق في العلاقة الجنسية.

الحفاظ على الخصوصية

يدرك إبراهيم الكثير من المواضيع الجنسية المرتبطة بمرحلة المراهقة والبلوغ، فقد أدرك عامين من البلوغ قبل إصابته بحادث مروري أدى إلى إصابته بالإعاقة، يقول: “منذ إصابتي لم يعد بمقدوري الحفاظ على خصوصيتي خصوصاً وأن كل شيء يساعدني فيه أخي حتى دخول الحمام”.

يوضح إبراهيم أن الكثير حوله يعتقدون أن رغباته العاطفية والجنسية منعدمة وفي كثير من الأحيان يفقد الأمل في الزواج.

غياب الخصوصية والاعتماد على الغير في أغلب الاحتياجات الخاصة بذوي الإعاقة الحركية والعقلية تعد من أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجههم للتفكير في إقامة علاقة جنسية، إضافة إلى غياب الإدراك الفعلي لذوي الإعاقة العقلية، وصعوبة الحركة والتنقل وقلة الوعي والمعرفة وخوف المجتمع من الارتباط والزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ووفقاً لمجموعة من المقالات والدراسات لوزارة الصحة والخدمات البشرية الأسترالية، يمكن تلخيص الصعوبات في التالي:

– صعوبة إيجاد الشريك السليم.
– غياب الخصوصية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
– عدم الثقة في القدرات الجنسية والأداء.
– القلق بشأن الحركة الجسدية والنشاط الجنسي.
– قلة وعي المجتمع.
– صعوبة الإدراك والقدرة على التعبير.

كيف يمكن تجاوز ذلك؟

عن هذه الصعوبات يقول الباحث النفسي جهاد السعيدي إن “الصعوبات لا تكمن في الشكل الخارجي للأشخاص ذوي الإعاقة والشريك وإنما تكمن في طبيعة العلاقة الجسدية وكيفية تجاوز العقبات النفسية التي تقف بين الشخص المعاق والشريك في إقامة العلاقة الجنسية”، وقال إنه “يجب أن يكون هناك نوع من التوعية لدى الجميع في أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لهم احتياجات جنسية وعاطفية، وعدم حصولهم عليها قد يصيبهم بكبت و أزمة نفسية تستمر على المدى البعيد”، وأضاف أن “أولياء هذه الفئة بالإضافة إلى المعالجين النفسيين والجهات العاملة في مجالات رعاية هذه الفئات، يجب عليهم تعريف الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بطبيعة العلاقة الجنسية وكيفية التعبير عنها وكيف يمكنهم تجنب التصرفات الخاطئة في هذه العلاقة تجنباً لأي أثر عكسي، كما يجب على المجتمع التعامل معهم بطريقة طبيعية بعيداً عن التمييز وأن يكون هناك قابلية للارتباط بشريك سليم بعيداً عن المعتقدات الخاطئة”.

“ما حد بيوافق يزوجني”

يعود إبراهيم بحديثه عن المعوقات التي واجهته بسبب الإعاقة فيقول: “تكلمت مع والدي بخصوص رغبتي في الزواج وإقامة أسرة، لا أعلم كيف أشرح ردة فعل والدي فقد أصابته غصة وكأنني طلبت منه شيء ليس من حقوقي”.
“مافيش حد بيوافق يزوجني ببنت بخيرة” يقول إبراهيم.
المجتمع رافض فكرة زواج إبراهيم ونظرتهم له فقط نظرة عطف بسبب الإعاقة وهكذا يتم التعامل معه، الكثير من الاعتقادات الخاطئة لدى المجتمع بخصوص المعاقين منتشرة بشكل كبير، فالغالبية ترى أنهم لا يستطيعون إقامة علاقة جنسية وعاطفية باختلاف أسباب إصابتهم العقلية أو الحركية، ينفي ذلك بلال عودة بقوله إن “الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم نفس القدرات والمشاعر والاحتياجات العاطفية والجنسية وأنه يجب أن يتم تعريف المجتمع بذلك وأن يتم التعامل معهم بصورة طبيعية”.

جزء من الحل

مجموعة من الأطباء المختصين بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والتمارين الحركية لهم وعن إقامتهم لعلاقة جنسية تحدثوا وفق دراسة لمنصة RoRy المختصة عن إذا ما كانت العلاقة الجنسية مفيدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت المنصة إن العلاقة مفيدة لتجاوز الإجهاد النفسي لهذه الفئة إضافة إلى كونها مهمة في إقامة التمارين اللازمة للتعافي.

وقال الاطباء في المنصة إن هناك الكثير من الأوضاع التي يمكن أن تكون ملهمة وبسيطة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتم تحديد 6 وضعيات يمكن من خلالها إقامة العلاقة الجنسية مع الأخذ بعين الاعتبار الصحة والقدرة الجسدية.

 

 

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (3)