article comment count is: 1

وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن بيئة خصبة للمتحرشين

“بعض القصص تسببت لي بمشاكل شخصية كاهتزاز الثقة بالنفس، والقاء اللوم على نفسي وتحميلها السبب لكن مع الوقت تجاوزت ذلك الشعور”.

هكذا تقول سبأ (اسم مستعار) عن قصتها مع التحرش عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

سبأ واحدة من كثيرات تعرضن للمضايقات عبر منصات التواصل الاجتماعي. فبحسب الاستبيان الذي أجراه معد التقرير فإن 54% من المشاركين في الاستبيان تعرضوا للتحرش عبر منصات التواصل الاجتماعي 83% منهم نساء. ونسبة كبيرة منهم تعرضوا للتحرش لأكثر من أربع مرات.

 

ونسبة كبيرة منهم تعرضوا للتحرش لأكثر من أربع مرات.

 

كلام خادش للحياء وتهديد وابتزاز

تستطرد سبأ (اسم مستعار) في الحديث عن قصتها مع التحرش عبر منصات التواصل الاجتماعي وكيف تعاملت معها قائلة:

“كثيراً ما تأتيني رسائل عبر الخاص سواء في فيسبوك أو واتساب من أشخاص مجهولين وحتى معروفين، مرة يريدون إنشاء علاقة، ومرات يرسلون كلام خادش للحياء ويسترسلون بأسئلة خاصة”.

وتضيف “في إحدى المرات جاءني تهديد من شخص مجهول يطلب مني حذف صورة أُخِذَت لي في فعالية رسمية نشرتها على صفحتي، ورغم أنى كنت فيها منقبة ظل يضايقني بأكثر من وسيلة وتهديد حتى ريحت دماغي وحذفتها”.

وتكشف نتائج الاستبيان المتعلقة بمحتوى الرسائل التي يقوم بإرسالها المتحرشون ما يلي:

لم تكن تجربة سبأ مع التحرش فقط بل إنها تعرضت أيضاً لمحاولة ابتزاز وتهديد، تقول:

في العام 2012 وعقب مشاركتي في التغطيات الإعلامية لاحتجاجات الشباب حدثت لي عملية تهديد وابتزاز عبر الإيميل وصل حد التهديد بالخطف أو إلصاق تهم مختلفة، اضطررت حينها للإفصاح لأهلي عما أواجهه وكان الموقف إيجابي من قبل الأهل، وقمت بإبلاغ نقابة الصحفيين والجهات المختصة وحينما انكشف المهدد وعرفته شخصياً ابتعد واختفى تماماً”.

واتس آب الأكثر حضوراً للمتحرشين.. والنساء الأكثر عرضة للتحرش

وفي إجابة للمشاركين في الاستبيان الخاص بالتقرير حول أكثر مواقع التواصل الاجتماعي تمريراً لرسائل التحرش. حلّ موقع التواصل الاجتماعي واتس اب في المرتبة الأولى بنسبة 49% تلاه فيس بوك ثم تويتر.

 

 

هل للتحرش عبر الفضاء الإلكتروني تأثيرات نفسية؟

يفيد الدكتور عادل ملهي أن للتحرش آثاراً نفسية كبيرة على الضحايا حيث يتعرض الكثير منهم إلى الاكتئاب، والقلق وأنواع أخرى من الفوبيا، قد تصل إلى التفكير بالانتحار.

وحول السؤال “هل يعتبر التحرش عبر منصات التواصل الاجتماعي مرض نفسي لدى أصحابه” جاءت إجابات المشاركين على الشكل التالي:

وعن السبب الذي يدفع شخص ما للتحرش يرى الدكتور عادل أن هناك أسباب كثيرة قد تقف خلف ظاهرة التحرش عبر منصات التواصل الاجتماعي منها:

  • اختفاء الهوية
  • معاداة المجتمع
  • تقييم الذات حيث ان هناك اشخاص يشعرون بالنقص فيعوضون ذلك من خلال ايذاء الاخرين
  • التعرض مسبقا للتحرش فيعمل على الانتقام

اما راي المشاركين في الاستبيان حول أسباب التحرش فكانت كالتالي:

 

هل يعتبر التحرش عبر منصات التواصل الاجتماعي جريمة؟

حول الوضع القانوني للتحرش الإلكتروني تقول المحامية نادية العامري:

“في الواقع لا يوجد تصريح يجرم التحرش الإلكتروني، وبذلك سيكون توصيف الفعل بأنه ليس بجريمة يعاقب عليها القانون طبقاً للنصوص الآمرة في أنه (لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص..) ناهيك عن اعتبار إظهار المتحرش به للرسائل المسيئة والمعدة تحرش أمام الرأي العام تجعل من حق المتحرش أن يرفع في المقابل دعوى تشهير عبر منصات التواصل الاجتماعي استناداً لأحكام قانون الصحافة والنشر”.

وتضيف نادية: “للتحرش الإلكتروني طبيعة خاصة تجعله أقرب ما يكون صعب الإثبات كونه يتم من خلال رسائل نصية خاصة في حسابات قد تكون في مجملها حسابات وهمية، ولا أدري حول ما إذا كانت هناك طريقة يمكن من خلالها معرفة أصحاب تلك الحسابات الوهمية في منصات التواصل الاجتماعي، وإذا كان من الممكن حدوث ذلك يمكننا قياساً أن ندخل أفعال التحرش ضمن المفاهيم العامة الموجودة في الدستور والقوانين العامة والخاصة التي تؤكد على احترام الحريات الشخصية وحق الإنسان في صون كرامته وحياته. كما هو أيضاً عدم التعدي على الآداب العامة للمجتمع والذي يعتبر فيه التحرش منبوذاً ومجرماً أخلاقياً، فضلاً على أن يكون مجرماً قانوناً، لكن الفرق بين الحالتين يأتي من خلال قيام المسؤولية الجنائية تجاه المتحرش الذي يعد فعله خروجاً عن الآداب العامة وتعدياً على حريات الآخرين وزعزعة سكينتهم من خلال الإزعاج المعنوي”.

وحول رؤيتها للحلول الممكنة في هذا الجانب ترى المحامية نادية أن المسألة تحتاج إلى مسارات متزامنة، منها وجود تشريع قانوني يحكم الجريمة الإلكترونية ومنها التحرش الإلكتروني نظراً للطبيعة الخاصة والمميزة للعالم الإلكتروني والافتراضي، وبناء الوعي لدى المجتمع في نبذ هذه الجرائم وخطورتها وآثارها السلبية على المجتمع، وتقديم شكاوى بالمتحرشين من قبل المتحرش بهم. تستوجب العقاب طبقاً للنصوص العامة في الدستور والقوانين.

أما رأي المشاركين في الاستبيان حول هل تعد ظاهرة التحرش على منصات التواصل الاجتماعي جريمة، جاءت الإجابة على الشكل التالي:

ماهي أفضل الطرق المتاحة للتعامل مع المتحرشين عبر منصات التواصل الاجتماعي؟

تقنياً ومن موقع اختصاصه يقدم التقني والمدرب في الأمن الرقمي حلمي غالب مجموعة من الطرق التي قد تساعد في تفادي التحرش الرقمي ومنها:

  • استخدام إعدادات الأمان والخصوصية الموجودة في التطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي للحد من وصول الأشخاص الغرباء.
  • عدم نشر الصور الشخصية أو المعلومات الخاصة دون ضبط إعدادات الأمان.
  • التأكد من الشبكة الإنسانية على منصات التواصل الاجتماعي، بمعنى التأكد من طلبات الصداقة والمتابعة وتحديد معايير لقبول الأصدقاء على منصات التواصل.
  • استخدام الأدوات الآمنة للتواصل وعدم استخدام التطبيقات المزيفة.
  • عدم استخدام الشبكات العامة والتي تعتبر شبكات غير آمنة.

في حال كنت ضحية لتحرش أو ابتزاز رقمي يمكنك:

  • حظر الشخص المتحرش.
  • وفي حال الابتزاز إغلاق كافة الحسابات والأرقام والوسائل حتى لا يستطيع الشخص المبتز الوصول إليك.
  • التحدث مع شخص خبير بالأمن الرقمي أو الجهات التي تقدم المساعدة.

وحول الطريقة التي تعامل بها الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش وفقاً للاستبيان فقد كانت ردودهم كالتالي:

 

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (1)