المهندسة ريهام المختاري مع نموذج الابتكار | Facebook
article comment count is: 6

جهاز لغسيل الكلى منزلياً.. ابتكار من مهندسة شابة

تُعاني أقسام غسيل الكلى في المستشفيات اليمنية ازدحاماً شديد من المرضى الذين يُقدر عددهم  بتسعة آلاف مريض، تتوقف حياتهم على القدرة على الوصول إلى مراكز غسيل الكلى التي تضرر العديد منها نتيجة الحرب الدائرة في البلاد، ما جعل رحلة علاجهم من منازلهم إلى مراكز الغسيل محفوفة بالمخاطر، في وقت كشف فيه الصليب الأحمر اليمني عن وفاة 25% من مرضى الفشل الكلوي خلال 2015- 2019.

الباحثة ريهام المختاري، تقترب من ابتكار جهاز صغير الحجم على هيئة سترة طبية يرتديها المريض عند إجراء جلسات الغسيل الكلوي في المنزل، يمكن أن يحملها المريض معه، بحيث تصبح عمليات الغسيل أكثر سهولة وفعالية.

حيث تكشف المختاري لـ(منصتي 30)، عن أن الابتكار يخضع حالياً للتجارب الطبية، مؤكدة بأنه سيرى النور قريباً.

الجهاز الذي يحمل اسم (سترة الغسيل الكلوي المنزلي)، حصدت بموجبه المختاري لقب (المُبتكر اليمني)، كمشروع تخرج  من قسم هندسة المعدات الطبية بكلية المجتمع بصنعاء من بين 300 مبتكر شاركوا في مسابقة (المبتكر اليمني للشباب).

تم النشر بواسطة ‏كلية المجتمع صنعاء الصفحة الاعلامية Sanaa Community College‏ في الخميس، ٣٠ مايو ٢٠١٩

 

استغرق العمل في المشروع أكثر من عام كامل؛ مابين البحث والإعداد والتنفيذ، بإشراف الدكتور خليل البناء رئيس قسم هندسة المعدات الطبية بكلية المجتمع.

ميلاد الفكرة

عن ميلاد فكرة الابتكار وعمله؛ تقول ريهام المختاري: “بدأت الفكرة تدور في ذهني خلال دراستي التطبيقية ومشاهدتي لحجم المعاناة الكبيرة التي يُلاقيها مرضى الفشل الكلوي بمستشفى الثورة بصنعاء، عندما كنتُ أشاهدهم وهم ينتظرون دورهم في طوابير طويلة لأخذ جلسات الغسيل بعد رحلة سفر طويلة قادمين إلى صنعاء من عدد من المحافظات، حديثي مع المرضى دفعني إلى التفكير الجدي بهذا الابتكار الطبي الذي بدأت به نظرياً وأنا في المستوى الثاني من دراستي بالكلية”.

الابتكار عبارة عن جهاز صغير على هيئة سترة طبية يرتديها المريض بما يُمكنه من إجراء جلسة الغسيل في منزله أو في أي مكان بإشراف اختصاصي كلى وبتكاليف معقولة، ما يوفر الراحة للمريض وأسرته. فيما عمله لا يختلف كثيراً عن عمل أجهزة الغسيل التقليدية، مع سهولة في استخدامه.

تم النشر بواسطة ‏‎Eng-Ahmed Alansi Shamekh Alyemen‎‏ في الخميس، ٩ مايو ٢٠١٩

 

مكوناته لا تختلف عن أجهزة الغسيل التي تتواجد في المستشفيات، حيث يتكون من حساسات ومضخات دم، وحساس فُقاعات وحساس تسرب وغيرها من المكونات.

مميزات الابتكار

عن مميزات الجهاز مُقارنة بأجهزة الغسيل التقليدية؛ تقول المختاري :”الجهاز يتمتع بالعديد من الخصائص؛ منها استخدامه لمريض واحد، وهذا من شأنه أن يمنع انتقال العدوى الفيروسية. وهو صغير الحجم ما يُسهل من عملية استخدامه منزلياً، وتكلفته المعقولة التي قد لا تتجاوز الثلاثة آلاف دولار، مع استخدامه السهل والآمن وتعقيمه العالي، أضف إلى ذلك إمكانية عمل الجهاز لعدة ساعات في اليوم، من خلال اعتماده على بطارية يُمكن شحنها مسبقاً”.

نسبة الأمان التي يتمتع بها الجهاز؛ كان محور حديثنا مع المختاري، التي أكدت أن الجهاز يتمتع بنسبة أمان ممتازة، حيث يوجد جهاز خاص ذو معايير دقيقة لجميع الحساسات بما يضمن تلافي أي خطأ محتمل.

وتقول :”الجهاز يتمتع بإنذار مرئي ومسموع، حيث يظهر الإنذار المرئي على شاشة الجهاز. أما الإنذار المسموع فهو (بازار). مع العلم بأن الجهاز يتميز بأنه عالي التعقيم والأمان”.

وتضيف :”الجانب الآخر، أننا قمنا بعمل برمجيات عن طريق ربط الجهاز ببرنامج تلفون عن طريق الأندرويد لضمان عدم حدوث أي خطأ في عملية الغسيل تلقائياً”.

تجربة رائعة.. ولكن

المهندسة المختاري تُشير إلى أن انطلاقتها الأولى كانت بجهود ذاتية منها، فقد غادر زملاؤها المشروع قبل تسليم موضوع الفكرة  إلى الكلية. بعدها تلقت دعماً معنوياً ومادياً من والدها. ثم مساعدة من المشرف على المشروع الدكتور خليل البناء وعدد من الاستشاريين.

المشروع أخذ الكثير من الوقت والجهد، الذي ذهب ما بين جمع المعلومات والدراسات والبحث عن القطع الطبية وغيرها، في تجربة تصفها المختاري بالرائعة، مكنتها من إحراز لقب (المُبتكر اليمني)، من بين 300 مُتسابق ومتسابقة ينتمون إلى عموم المحافظات اليمنية. لكنها تجربة لم تخل من الصعوبات، بجانب عدم توفر القطع الطبية كالمجسمات والحساسات والدوائر الإلكترونية في السوق المحلية. وإن وجد بعضها فهي بأسعار مرتفعة. مع صعوبات في الجانب المعلوماتي والمادي.

المختاري أوضحت أن الجهاز يخضع حالياً إلى تجارب اختبارية عملية تسبق الإعلان الرسمي عن ميلاده ونزوله للسوق المحلية.

وكشفت لـ(منصتي 30)، عن توقيعها –مؤخراً- اتفاقية مع مكتب وزارة الصناعة والتجارة بصنعاء بقيمة 12 مليون ريال، لتمويل المشروع من خلال دعم التجارب والدراسات لإنتاج النموذج الصناعي الأول للجهاز وإخراجه بشكله النهائي، كمنتج تجاري  يستفيد منه مرضى الفشل الكلوي باليمن.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (6)