الواقع ما زال يتدهور بتسارعٍ مخيف، والحرب مستمرةٌ بين أناسٍ لم تعد تستهويهم أحاديث السلام والتعايش..! ANP
article comment count is: 0

لا بد لهذا الصوت أن يستمر..

توقفت عن الكتابة مدةٌ ليست عندي بالقليلة، في استراحة لم أفهم لها سبباً إلا الحاجةُ للتوقف والتأمل..

هل كانت الأحرُف مؤثرةً؟ تساؤلٌ لم أستطع أيجاد جوابٍ له في هذه الإجازة، فالواقع ما زال يتدهور بتسارعٍ مخيف، والحرب مستمرةٌ بين أناسٍ لم تعد تستهويهم أحاديث السلام والتعايش، كل امرئٍ منهم غارقٌ في هم البقاء على قيد الحياة، والتأقلمُ مع مستنقع الطائفيةِ والحقدِ الذي فاحت روائحه حد إزكام أنف الكون بكل ما فيه.

شعوب من ”الزومبي“ ترى وتسمع لكنها لا تعقل ما تقول، ملايين من المسيَّرين كأنهم يقطنون عالماً غير عالمنا له أفكاره وقناعاته التي لا تصلح لهذا العالم، آلاف من الحواجز والجدران بين ما تريد إيصاله إليهم وبين ما يؤمنون به، وكأن لا لغة مشتركة بيننا تساعد الإيصال والتلقّي.

تشعر أحياناً بأن كل ما تكتبه أو تقوله بقدرة قادر يتحول إلى دخان يتبخر أمام عينيك قبل أن يصل إلى العقول، قناعات وأفكار باسم الوطنية والدين والقبيلة صنعت ثقباً أسوداً في رأس كل منّا، ليبقى العقل كما برمجوه مسيّراً تابعاً لا عمل له ، ثقبٌ أسود لا قرار له.

غائبون عن الواقع نحن، نردد نفس الكلمات التي وضعتنا في القبر، ندعي التعايش وحرية الفكر ونطبق النقيض تماماً بلا شعور، في لوحة هزلية عنوانها التناقض الفاضح.

كيف تستوعب هذه العقول؟ كيف يمكن إقناعها بأن تتخلى عن تشبثها بقيود وأثقال تسحبها لأعماق مستنقع اللاحياة؟ كيف يمكن إزالة الغشاوة التي تَخمُرُها وتمنع عنها التلقي والتفكير إلا من مصدر واحد؟ هذا ما أبحث عنه..

هذا ما أصابني بالجنون بين شعوب تدوخ وتدوخ وتؤمن بأنها الوحيدة على صواب، كغريق يغرغر ميتاً ويرفض طوق النجاة في ذات الوقت، والأنكى أنه يدعوك للغرق معه بكل بجاحة وغباء، باعتباره ذاهباً إلى جنان الخلد، تباً..

لن يجف الحبر

سأستمر في الكتابة، ولن يجف هذا القلم يا صديقتي حتى أرحل، سأبقى مؤمناً بعقلي وحريتي وبأنني داعية سلام لا أكثر.

سأبقى أنادي بعودة العقل للعمل لعل الصوت يصل إلى قلب حسبته ميتاً ولم ألاحظ بقايا الحياة فيه..

سأستمر أمارس السعادة والبهجة كلما رأيت عقلاً يستفيق من غيبوبته، وإنساناً يعود للحياة بكل دهشة، بادئاً شق طريقه في البحث في طريق مختلف عن ذلك الذي رُسِم له وعافَرَ فيه مراراً.

سأبقى مؤمناً بأن دائرة عشاقِ الحياةِ والسلامِ ستكبر يوماً عن يومٍ لتنافس دعاة الموتِ وتجارَ الحروب ، سأستمر يا صديقتي لعل كلمة أستهين بها تلامس روحاً ما زالت تتنفس فتحيا من جديد..

سأستمر يا صديقتي ولن يجف هذا القلم بعد اليوم..

 

  • مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر أصحابها، ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي “منصتي 30”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً