إقبال دعقان: الشغف العلمي والرغبة في الحصول على المعرفة كانا أكبر من المعوقات منصتي 30
article comment count is: 0

اليمنية “إقبال دعقان”.. أصغر عالمة كيمياء

عام 2011 كانت توكل كرمان قد حصدتْ جائزة نوبل للسلام، وقبل أيامٍ قليلة كان فيلم “ليس للكرامة جدران” للمخرجة سارة إسحاق، مرشحاً لجائزة الأوسكار، وفي مطلع هذا العام أصبحتْ إقبال دعقان أصغر عالم في مجال الكيمياء على مستوى العالم. إنها مسيرة متصاعدة وحركة إبداعية لافتة تسجلها فتيات اليمن منذ بداية التغيير الذي حدث مطلع العام 2011.

الإنجاز المُلهم

ولدتْ إقبال محمد دعقان، عام 1980م، وفي عام 2012، حصلتْ على الدكتوراة بامتياز في الكيمياء الحيوية من جامعة UKM الماليزية، ثم درجة الـ (Post Doctorate) في مجال علوم التغذية من الجامعة ذاتها، وفي مطلع هذا العام 2014، تسلمتْ “الجائزة العالمية للنساء الشابات في العلوم بدول العالم النامي للعام 2013” كواحدة من أفضل خمسة علماء للكيمياء، وكأصغر عالم مشارك في الجائزة، وهي الجائزة التي تمنحها منظمة (OWSD) الإيطالية، وأكاديمية (TWAS)، وبالتعاون مع مؤسسة (Elsevier Foundation) الهولندية.

فعلاً لا قولاً

من بديهيات القول أن نتحدث عن أهمية البحث العلمي كأساس للتطور والنهوض؛ لكنْ الانتقال من القول إلى الفعل يحتاج إلى نماذج مماثلة للدكتورة إقبال، فهي التي نشرتْ 26 بحاثاً علمياً محكماً في إطار الكيمياء الحيوية وعلوم التغذية وصحة الإنسان، وشاركتْ في أكثر من 20 مؤتمراً دولياً حول العالم، كما أسهمتْ بفصلٍ كامل في كتاب “الإنزيمات المضادة للأكسدة” مع عدد من الباحثين حول العالم، بالإضافة إلى إصدارها كتابين دوليين في تخصص الكيمياء الحيوية.

شغف وتشجيع

تتحدث إلينا الدكتورة إقبال عن تجربتها وما عانته خلال مراحل دراستها فتقول: “أثناء دراستي للماجستير وجدتُ الكثير من الصعوبات والمعوقات، ومنها نقص بعض الكيماويات اللازمة لعمل بعض التجارب، وكذا عدم توفر أجهزة التحليل لاختبار النتائج؛ ولكن الشغف العلمي والرغبة في الحصول على المعرفة كانا أكبر من تلك المعوقات؛ مما كان يدفعني للقيام بإرسال تجاربي إلى القاهرة لتحليل النتائج والتأكد من صحتها، وبالطبع كنتُ أقوم بذلك على حسابي الشخصي وليس على حساب الجامعة”.

وتضيف: “خلال مراحل دراستي المختلفة وجدتُ التشجيع والتحفيز من قبل الوالدين ومن يحيط بي من أفراد أسرتي، كما أن التشجيع من قبل الجامعة وأساتذتها كان كبيراً خلال دراستي للدكتوراه في ماليزيا؛ مما ساهم وبقوة في بقائي متحفزة بشكلٍ متواصل، وأدّى في النهاية إلى تحقيق الإنجاز الذي أعتبره بداية الطريق ليس إلا”.

تهافت

صفاء كنج، صحفية لبنانية، ومحررة في وكالة الانباء الفرنسية، زارت اليمن منتصف العام 2013، واطلّعتْ عن قرب على أحوال المرأة اليمنية وما تمتلكه من قدراتٍ وإمكانيات. كان لها رأي حول إنجاز الدكتورة إقبال وتقول: “أتمنى للدكتورة إقبال كل النجاح، فهي ليست مفخرة لليمن فحسب، وإنما مفخرة لكل العرب، وقدوة لكل بنات جيلها من الفتيات الطامحات للوصول إلى أعلى مراتب العلم، وهذا الإنجاز هو تتويج وإضافة لإنجازات الدكتورة إقبال العديدة في مجال البحث العلمي”.

وترى كنج أن هناك سراً يقف وراء الإنجازات العملاقة، وتكشف عنه بالقول: “ليس هذا الفوز سوى دليل على أن الإرادة تصنع المعجزات”.

ولأنها الخبيرة في مجال الصحافة العلمية والمتابعة الدقيقة للعلماء العرب ومصيرهم، فإن صفاء كنج تأمل ألا تتكرر التجربة مع الدكتورة إقبال: “أرجو أن تجد مكاناً لها لمتابعة أبحاثها فلا تضطر للهجرة كغيرها من علمائنا الذين تتهافت الدول الغنية لاحتضانهم”.

في عيونهن..

اليوم ترى كثير من فتيات اليمن في إقبال دعقان نموذجاً يُلهم إبداعهن، فهي التي كسرتْ حاجزاً من حواجز الوهم لديهن. تقول منى، طالبة جامعية في قسم العلوم: “لم أكن أتصور أنّ الفتاة اليمنية قادرة على الوصول إلى العالمية في مجالٍ علمي، غير أن ما حصل مع الدكتورة إقبال جعلني أؤمن أكثر بقدراتي وقدرات كل اليمنيات على الوصول إلى منصات التتويج في جميع المجالات”.

ولا تختلف سلمى، مدرسة كيمياء في إحدى المدارس، حول أهمية ما تحقق على يدي إقبال دعقان، لكنها تستدرك بالقول: “هذا إنجازٌ عظيم ولكنه غير كافٍ؛ فما لم يستفد منه المجتمع فإنه سيبقى إنجازٌ شخصي”.

أما ندى، باحثة في مجال العلوم، فتعتقد أن الفتاة اليمنية قد تحررتْ من قيودها التي كانتْ مفروضة عليها، وتضيف: “إنها فرصة لكل فتاة يمنية أن تسعى لإثبات ذاتها، وتطوير قدراتها، حتى يرى العالم ما لدى اليمنيات من إمكانيات قادرة على الإسهام في بناء الحضارة الإنسانية”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً