article comment count is: 5

جداريات هيفاء سبيع.. رسم اليمني الذي طحنته الحرب!

صنعاء- صفية مهدي- أصبحت جدران مختلفة من صنعاء، لوحات فنيةٍ يحدق فيها المارة، للوقوف على صور متعددة من معاناة اليمنيين وضحايا الحرب المستمرة، بعدما حاولت ريشة الفنانة التشكيلية هيفاء سبيع، أن تجعل من معاناتهم قضية حية ولوحة مُعبرة، تعالج من خلالها المأساة بالفن.

في العام 2018، أطلقت سبيع مبادرة “حمامة”، وهي أحدث مبادراتها الفنية، سبقتها في مايو 2017 حملة “ضحايا صامتون”، ورسمت خلالهما جداريات تعنى بقضايا النساء والأطفال في زمن الحرب، كما سلطت الضوء على “معاناة هاتين الفئتين المستمرة منذ فترة طويلة جداً ولا مخرج لهم من هذه المعاناة!”، كما تقول لـ”منصتي 30”.

خمس جداريات

رسمت هيفاء حتى اليوم، على جدران متفرقة في صنعاء، ومنها في تقاطع “كنتاكي”، بشارع الزبيري، وسط العاصمة وفي جولة “الرويشان” و”المصباحي” بشارع حدة، العديد من الأعمال وثقت عدسة “منصتي 30″، جانباً منها، وتشمل جدارية مجرد ساق، جدارية يوم المرأة العالمي، جدارية تفجير التعليم، جدارية تجنيد الأطفال، جدارية إيقاع الحرب.

تكشف سُبيع أنها بدأت الرسم منذ سن صغيرة، لكن الرسم على الجدران بدأ في العام 2012، حيث “شاركتُ بحملتين سابقتين، ثم أطلقتُ حملة ضحايا صامتون في 2017 ثم حملة حمامة في عام 2018”.

وتؤكد سبيع أنها لا تزال في صنعاء وتتمنى “الرسم قريباً في عدن بسبب معاناة الأهالي هناك بشكل دائم”، وتتمنى أيضاً أن تكون لديها “القدرة على الرسم في كل محافظات اليمن وخارجها أيضاً”.

تفاعل دولي ومضايقات

ورداً على سؤالها حول ردود التفاعل مع أعمالها، تقول إنها “لاقت تفاعلا كبيراً على المستوى الدولي أكثر منه محلياً، وهذا ما يؤسفني حقاً!”، وتضيف “أنا أرسم للمواطن البسيط الذي دهسته الحرب وقتلت أحلامه وآماله، لكن البعض يتجاهل هذا المواطن”.

وفي الجزء الخاص بالانتقادت تقول لـ”منصتي 30″، إن “أي عمل ضد الحرب سيلقى البعض من الانتقادات خصوصاً من من لديهم مصلحة في استمرار الحرب (تجار الحروب)، أتعرض للانتقادات من البعض والكثير يشيدون بما أقوم به أنا ومن يرسم معي، وتعرضت كذلك للتهديد بالتصفية الجسدية وتلقيت الكثير من المضايقات من قبل البعض”.


وتتابع “أتعرض فعلاً لمضايقات من جماعة الحوثي، ولا أنسى أيضاً الضغط النفسي الذي أشعر به عند القيام بعملي في وقت تقوم فيه دول التحالف بقصف المدنيين وترويع الآمنين وأنا أحدهم”.

مواقف جميلة

ومع ذلك، تذكر هيفاء سبيع أن هناك المواقف الجميلة واجهتها خلال مبادرتها “من قبل الناس خصوصاً كبار السن، البعض منهم يدعو لي وبعضهم يعرض علي المساعدة أو حتى شراء الماء لي حين أكون منهمكة في العمل تحت أشعة الشمس”.

 

قضايانا جميعاً

ورداً على سؤالها حول ما يمكن أن يلعبه الفن من دورٍ لإيصال معاناة المواطنين في البلاد تقول إن “الفن يستطيع عمل الكثير، إذا أصغى له الجميع، لكن صوت الحرب يعلو فوق أصوات الجميع، يعلو فوق الأمل والحب والرغبة في العيش بسلام”.

وفي ختام حديثها توجه هيفاء دعوة للجميع بالتفاعل وتقول “أتمنى أن يتفاعل الجميع، فهذه القضايا ليست قضاياي وحدي، إنها قضايانا جميعاً، لا يجب أن نتجاهل أصوات الضحايا ولا يجب أن يكون للأنانية مكان في قلوبنا، فقط يجب أن يعمل الجميع وخصوصاً من يملكون القدرة على إيصال هذه الرسائل -ومنهم الفنانون- للعالم بأننا نريد السلام”.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (5)

  1. سيبقى الفن دوما لسان السلم وصوت الصمت وعبير الطمأنينة المسلوبة من عبق النفوس …سيبقى الفن بوح الوجع في لحظات الخنوع وقاضِ بلا حروف يدين كل جبروت ظالم .

    كل الود والاحترام والمحبة للجميلة هيفاء ودام الله سحر اناملك وبوح الوانك♥

  2. بالتوفيق لكل مبدع يحمل بداخله موهبه تناقش الوضع المحيط به باسلوبها الخاص شكرا لك ولريشتك ولالوانك وللوحاتك المعبره عن واقعنا

  3. شكرًا لأنها تصب إبداعها المتألق في خدمة الإنسانية والأوطان.

    دمتِ ودامت ريشتكِ ذات العطاء