نظمت اليونسكو؛ يوم 16 ديسمبر الجاري، المنتدى الثقافي الثاني للشباب اليمني، عبر الإنترنت، من خلال مساحة تقنية قُدمت فيها أعمال فنية، ومعرض فوتوغرافي، وحفل موسيقي، وأغنية جديدة بالشراكة مع “منصتي 30” وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، ضمن إطار مشروع “النقد مقابل العمل، الممول الاتحاد الأوروبي”، والمعزز للروابط الفنية؛ داخل المجتمع اليمني.
المنتدى الثقافي؛ بمساحته الافتراضية، قام بتحديد التحديات وإيجاد الحلول المشتركة وسهل التواصل المهني عبر بيئة تشاورية وحوارية بين الفنانين اليمنيين؛ والعاملين المهتمين والمؤسسات الملتزمة بدعم الفن والثقافة وبناء السلام في اليمن، بهدف “دمج الفنون في برامج بناء السلام الثقافي وزيادة الوعي، مع تمكين القطاع الإبداعي بأنواعه الفنية والثقافية”.
زارعو الأمل
“الفن؛ هو المكان الذي سيعيش معه الناس في كنف الهدوء“.. هكذا افتتحت آنا باوليني، مديرة اليونسكو لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، محاور المؤتمر قائلةً أيضاً إنَّ “اليونسكو تسعى للنهوض بالشباب في اليمن، وقد قامت بتدريب 200 شاب وشابة في 8 مشاريع فنية؛ تعنى بالموسيقى والتصوير وغيرها”، واصفةً الشباب بأنهم هم من سيزرع الأمل من جديد، ومختتمة بأنه “لا يجب أن يفقدوا الأمل”.
قيمة شفائية
في المنتدى رحب؛ هانس جروندبرج، سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن، بالمشاركين في الملتقى الثقافي، موضحاً أن “للثقافة تأثير ودور فعال في بناء الاقتصاد وعمليات السلام” لأنها حسب وصفه “تجعل البشر يلتقون”، كما أنها “عماد للاستقرار”، وتحدث عن التقاليد اليمنية بأنها تبرهن على ثقافة اليمنيين أنفسهم، وهويتهم، وعن الشباب، معتبراً أنهم “هم مستقبل اليمن القادم”، وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي يستثمر لتعزيز الثقافة والتراث في اليمن والعراق وأفغانستان”، معتبراً أن “إعادة البناء والترميم لها قيمة شفائية تسهم في التئام جراح الحروب والنزاعات“.
مرآة الشباب
قالت؛ ربا الميمي وهي مديرة إقليمية لمشاريع RNW Media في الشرق الأوسط ومنها مشروع “منصتي 30” في اليمن، عن المحتوى الثقافي والفنون بأنها “أداة لحرية التعبير والقيم والتعافي، وعبرها يتم التواصل المشترك”، وأشارت إلى تفاعل مستخدمين على منصتي 30 اعتبروا أنه “لو السياسة فرقتنا؛ فالفن والثقافة تجمعنا”، وقالت “عبر منصتي 30.. يتم نشر مضامين تسمح بمشاركة الشباب وتطويرهم وأن يحتفلوا بالتنوع بشكل إيجابي، وحتى يضيؤوا على هويتهم وحكاياتهم بفخر؛ بعيداً عن النزاع والصراع، وقد وصل صدى هذه السرديات المختلفة في 2019 إلى 5.4 مليون مشاهدة”، معتبرة أن “منصتي 30 هي مرآة لإبداعات الشباب وقصصهم بطريقتهم، بما يشمل مشاركة النساء جنباً إلى جنب مع الرجال”، وأن المنصة “تتضمن تدريبات لتطوير مهارات الشباب بمعية مركز التدريب RNTC التابع لمؤسسة RNW Media وبالمشاركة مع يونسكو والاتحاد الأوربي”.
قيود
“الفنانون تعرضوا لمضايقات تسييس وتصنيف بسبب أعمالهم“، هذا ما قالهُ ماجد الخليدي، رئيس مؤسسة شباب بلا حدود؛ مضيفاً أنَّ “خروج الفنانين اليمنيين أثّر على استمرارية الفن وتطوره”، وقال إن “بعض الأعمال الفنية؛ فُرضت عليها قيود من بعض السلطات الحاكمة في اليمن”.
ووصى الخليدي الفانين الشباب بالتركيز على “الحياد، وحساسية النزاع، مع إدماج ومشاركة النوع الاجتماعي” في أعمالهم الفنية بعد فهمها الكامل، لتقييمها واختيارها.
اليمن والحركة الفنية العالمية
وعبّر صانع الأفلام عبد الرحمن الورد، بأنه “يجب أن ندرج اليمن في الحركة الفنية العالمية، والشباب -اليوم- مهتم بإيقاف الحرب تماماً؛ بدلاً من تأييده لأطراف الصراع، وهو يحاول الوصول إلى مرحلة لا يحتاج فيها التحدث عن الحرب ومآلاتها ومعاناتها؛ بل عن الفن، فاليمن غنية بالفنون المختلفة”.
القوة الناعمة
كشف المجلس الثقافي البريطاني عبر “رجاء بازرعة” مديرة مشروعه في اليمن؛ بأن صندوقه قدم 50.000 جنيه إسترليني لمشاريع “كصناعة الأفلام”، مضيفة “الفن هو القوة الناعمة في إحداث تغيير إيجابي في النزاع، يفضي لبناء السلام والقبول الاجتماعي”.
وعرضت ثناء فاروق وهي مصورة يمنية دولية؛ بعض أعمالها الفنية الملتقطة في شوارع وأحياء وأزقة اليمن؛ قائلةً إن “الصورة؛ لحظة من الزمن، فالتقطوا ما تريدون تذكره”. وأضاف مشارك آخر أن “مهما تغيرت المعتقدات والتقاليد؛ فالفن لغة؛ يفهمها العالم بأسره”، ودعت شيماء التميمي، وهي راوية قصص يمنية مقيمة في الخليج العربي إلى إنشاء مساحات سلام وصفاء للذهن، للتفكير في تحسين الأداء والتواصل للمشاركة بشكل نشط في الحوارات”.
الفن في المناهج التعليمية
قال الملحن اليمني فؤاد الشرجبي إن “البيت اليمني للموسيقى والفنون؛ جمع 60.000 أغنية يمنية قديمة وحديثة- وقام بإعداد مناهج دراسية موسيقية؛ يسعى لاعتمادها بعد انتهاء الصراع”، وكشف عن “عمليات فنية تشاركية مع فئة المهمشين والعاملين في قطاع النظافة بالبلاد؛ الذين تم تأهيل بعضهم، وتدريبهم، مع توفير فرص عمل فنية لهم”.
وعرض على ساحة المنتدى الرقمي؛ حفل موسيقي فني، استمر لـ20 دقيقة، وشارك فيه متدربون حديثون، حيث أُنتج بالتعاون مع البيت اليمني للموسيقى والفنون؛ في صنعاء اليمن.
وبث المنتدى الثقافي للشباب اليمني؛ أغنية “لحظة.. هذا يومنا!” بمشاركة 100 شاب وشابة من مختلف مناطق اليمن، حيث تم إنتاجها ضمن مشروع “النقد مقابل العمل” المُنفذ من قبل اليونسكو بالشراكة مع منصتي 30 وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
واختتم السيد”أحمد زوش” مدير البرامج في مكتب اليونسكو لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن؛ بأنه “سيتم إطلاق حاضنة فنية يمنية؛ قريباً، ستعمل على تدريب الفنانين، وتعزيز تواصلهم، مع إقامة شبكات لصناعة السلام، وبناء المؤسسات الفنية” وأشار إلى “إجراء دراسة شاملة للإبداع والفن والثقافة في اليمن”.
وبناءً على النجاح الذي حققه في نسخته الأولى، أتى الملتقى الثقافي للشباب اليمني؛ بنسخته الثانية، لاستشارة الفنانين والثقافيين حول التحديات التي تواجه تعزيز التنمية الثقافية، وأشكال المساعدة التي ترغب فيها المجتمعات الشابة، مع تبادل الأفكار والتنسيق بشأن القضايا الهامة، للاندماج في البرمجة المستقبلية.
مره يجنن بتمنئ لك التوفيق من كل قلبي