سيدة من تعز داخل منزلها المدمر 2018-11-02 shutterstock
article comment count is: 6

من قصص النزوح 1-3

أدت الحروب المتتالية في اليمن، شمالاً وجنوباً، إلى ازدياد موجات النزوح من مناطق الصراع إلى مناطق أخرى، بحثاً عن الأمن وسبل العيش.

فيما يلي مختارات أولى من قصص النزوح التي بعثها لنا بعض المشاركين في استبيان عن النزوح:

  • أثناء نزوح أهالي أبين من حرب القاعدة في 2011 بعض الأسر التي ليست لديها القدرة على الاستئجار سكنت المدارس وتسبب هذا الاختلاط بعدد من القصص، منها أن فتيات اغتصبن وكذا أطفال، إما من المجتمع المضيف أو من القائمين عليهم من بعض ناشطي المنظمات المجتمعية التي لاترعى ذمة.
  • أحد أقربائي نزح مع عائلته من محافظة تعز إلى صنعاء وهم أيتام والدهم توفي قبل فترة طويلة، كان الأبناء يعملون لإعالة والدتهم وأختهم المطلقة، أحد الأبناء كان يعمل بائع آيسكريم متجول والثاني كان مسوقاً لمنتجات في شركة هائل سعيد والأخ الصغير والكبير يعملان على دراجات نارية، وكان لهم أخ يعمل جندياً في الأمن المركزي لكن مع انقطاع المرتبات والوضع الاقتصادي العام أصبح عالة، الأخ الذي كان يعمل بائع متجول تعرض لحادث قبل نزوحهم من تعز وأصبح أعمى، وهنا كانت الطامة على أم الأبناء، أما أختهم الثانية فقد قطعت السؤال عن والدتها وإخوتها بعد فترة من النزوح في العاصمه صنعاء، تم استقطاب الأخ الأصغر من جماعة مسلحة وتم أخذه إلى إحدى الجبهات، وهناك تعرض لصاروخ وتقطع إلى أشلاء، الأم أصبحت تموت في كل لحظه 1000 مرة، لاحول ولا قوة إلا بالله، عائلة محمد إسماعيل المشرقي، نازحون من محافظة تعز إلى صنعاء حتة اللحظة.
  • أحد النازحين أخبرني ولا أدري مدى صحة ماقال “أنه نزح من منطقة نهم مع أسرته وفي طريقه نحو صنعاء ليلاً ارتطمت السيارة التي كانت تقلهم بصخرة في إحدى الطرق الوعرة التي كانوا يحاولون الفرار بواسطتها، مما أدى إلى انقلاب السيارة ووفاة زوجته مع ابنتيه وبقي هو مع ولده المصاب يعاني محاولاً إسعافه بدلاً من النزوح، وقد عانى كما قال وقتها كثيراً وبشدة، ولده المصاب توفي بعد حاولي 9 ساعات من الحادثة، نزف وبشدة ولم يصل إلا إلى مركز صحي بسيط في أطراف منطقة بني حشيش لم يستطيعوا إنقاذه خاصة وأنه قد خسر الكثير من دمه”.
  • أحدهم كان من الحديدة، وكان يملك دراجة نارية فأخذته في مشوار، وأثناء الطريق عرفت من لهجته أنه حديدي (نسبة للحديدة) فسألته فصدقني القول. وأخبرني أنه يعيل طفلتين وثلاثة أبناء، وكان الشيب قد غطى ثلثي رأسه، وعرفت منه أنهم يسكنون في غرفة واحدة، وأن أسرته لا تمتلك من مقومات العيش شيئاً سوى أواني الطبخ المتواضعة وموقد نار، وكنت ألمس المعاناة بين كلماته المتقطعة الممزوجة بسحابة الدموع، وكان من عزة نفسة يكابر ويحاول إخفاء الضعف والحاجة.
  • إحدى النازحات جاءت إلى صنعاء هرباً من الحرب في الحديدة وحيدة ليس لها إلا الله، جاءت ولاتملك مأوى أو مأكل أو مشرب ولا أي مصدر رزق يوفر لها ولو الحد الأدنى من العيشة الكريمة إلا ثقتها بالله وبأبناء المنطقة التي نزحت إليها في مساعدتها لتجاوز هذه الأزمة، اضطرت للعمل في المنازل لتحصيل دخل يومي يعينها على الحياة، واضطرت للعيش في بيت قديم مهجور لا يوجد فيه سقف وليس فيه إلا ذاك الغبار الذي قد ملأ كل مافيه، عندما جاءت إلى صنعاء كانت حاملاً وكانت حالة الجنين غير مستقره ولا تستطيع الاطمئنان عليه لأنها لاتملك مالاً تطمئن به على حالة جنينها الذي لطالما حلمت به طيلة ثمان سنوات، كانت تعمل في المنازل بكد كي تحصل على المال للعيش، أعانها الله وأنهت فترة الحمل ورزقت بمولود لا يملك سوى الله ثم أمه، وها هي الآن تحاول أن ترعى طفلها وتوفر له ولها مستلزمات الحياة الأساسية من خلال العمل في المنازل إلى أن تنتهي الحرب وتعود إلى ديارها.
  • أذكر أن هناك أسرة نازحة من محافظة حجة مدينة حرض، جاءت إلى قريتي التابعة لمدينة الرجم محافظة المحويت، تريد أن تستأجر منزل يؤويها ولكن بحكم الأحكام القبلية المتحكمة بأبناء القرية لم توافق، رغم إني أنا شخصيا كنت مؤيد لتواجدهم معنا ومساعدتهم على الظروف الصعبة التي يمرون بها ويمر بها الكثير من أبناء الشعب اليمني.
  • أسرة نزحت من الحديدة مكونة من الأم والجدة وثلاث بنات سكنوا في منزل خاص بأقاربهم، الجدة تعاني من كبر السن ولا تستطيع المشي بسبب التهابات سابقة في رجلها نتيجة تعرضها لكسر في رجلها سابقاً قبل وقوع أزمة النزوح، الأم تضطر الآن للمساعدة في منزل أقاربها ويتم إلقاء العبء عليها في جميع عمل المنزل حتى تتمكن من المكوث في ذلك المنزل، تشعر الأم بذل وتعب وعجز وتشعر بالحنين إلى مملكتها، بيتها هناك حيث تشعر بذاتها وقوتها، تضطر لذلك فقط لمساعدة وإيواء أمها المريضة، لأنه لايوجد مسكن أو مصدر رزق.
  • اسره اضطرت للنزوح بسب الحرب في تعز لأن بيتهم كان يقع في المنطقة الفاصلة بين الشرعيه والحوثي، فنزحوا إلى القرية واستمروا هناك ثلاثة أشهر ثم اضطرروا إلى النزوح إلى العاصمة صنعاء، ثم استقروا مؤقتاً عند عمتهم، وبعدها استأجروا غرفة وعاشوا فيها لمدة سنة، وكانت لديهم معاناة كبيرة جداأ في الماء والكهرباء، وكانت الأم في حالة يرثى لها،  وعند علمهم بأن منزلهم حرق بالكامل وتم تصويره لهم بالفيديو، انهارت الأم وحدث لها تشنج، واعوجاج فمها، بمعنى أصيبت بالعصب السابع وبداية السكر عندها، ثم تم نقلها بأسرع وقت إلى المستشفى والآن حالتهم بدأت تتيسر عندما بدأت ابنتهم مشروع الخياطة والحمد لله”.
  • أعرف قصة أسرة سمعت عنها نزحت من الحديدة، الحديدة معروف عنها أن جوها حار، فعندما نزحت هذه الأسرة إلى صنعاء تعاون معهم رجل وأعطاهم شقة صغيرة لكنها غير مؤثثة ولا يوجد داخلها حتى فرش واحد وفارغة من كل شيء، نزحوا إلى صنعاء بداية فصل الشتاء لهذا العام، لم يستطيعوا تحمل البرد و لا أمطار بداية فصل الشتاء، فتعرضوا لنزلات البرد الشديدة نظراً لعدم وجود أغطية و لا آثاث في الشقه حتى يخففوا القليل من البرد، تم إسعاف بعضهم إلى المستشفى الجمهوري فتمكنوا من الحفاظ على أرواح بعضهم أما الشيخ الكبير في السن لم يتحمل فتوفي لأنه كان يعاني من مرض الربو، وعندما تعرض للبرد الشديد في صنعاء أصابه سعال مرض الربو فكان يتقيأ دماً، فأسال الله أن يرحمه ويغفر له، ويفرجها على شعب اليمن و تنتهي هذة الحرب حتى تعود أوضاعنا إلى ما كانت عليه و أحسن بإذن الله.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (6)

  1. نرجوا من الجهات المختصه الإحساس بالنازحين لأن الإغاثات التي ترسل إليهم عبر عقال الحارات يتم نهبها

  2. نرجو اولا الله ثم اهل خير في كل محافظات اليمنيه ان يتعاون ويتكافلو والا يتركو نازحين وخاصه نازحين الحديده الي باعدن وكمان الي جو بصنعاء وتمت هناك بعاصمتين العاصمه تجاريه صنعاء والعاصمه الاقتصاديه عدن ابشع واحقر موقف لنازحين ابناء اليمن هم من جلدتهم يمنين زيهم يهملوهم بوضع باعدن يسكنو بمقابر وفي عراء وبجانب مياه ملوثه وبيئه غير صالحه للعيش وفي صنعاء كذلك يسكنو طرقات ويرفعو عليهم ايجارات استغلال لوضعهم ايش كن عاصمتين هذول الي لم تدخل شفقه ورحمه بين اهلها وايش من حكومتين جالسين يسرقو بلاد وينهبو ويقتلو ناس نرجو من كل يمني حر باي محافظه شماليه او جنوبيه دعم اخوتهم نازحين انتو يمنين منا ونحنو منكم لندعم بعض ونتكاتف لاجل وطن لنه يروح من نترك عنصري وحب ذات ونتوضع ونساعد بعض لذلك اصحاب مناطق الي فيه نازحين ادعمو نازحين وكرموهم فهو ضيفك في منطقتك واخوك من نفس دم واخوك بالاسلام دعونا نتوحد مع بعض شمال وجنوب لنبني بلدنا

  3. والله لو يجي اي نازح لاعندنا لاذمار لاادخله يرقد معي وياكل معي ويشرب معي لما يفرجها الله وايضا انصح بعض الاحكام القبليه الذي تنص على انو مش مسموح لااي شخص من منطقه بعيده يدخل بيننا ان يتراجعوا شويه عن هذا الشي لانو احنا بحاله حرب وضروري نراعي اي شخص محتاج ونبسر ضروفه؟!

    محمد عبد الغني الميثالي

  4. من وصفهم موقعكم ب ” اهالي أبين “، هم في الحقيقة ليسوا اهالي أبين بل هم اصلاً نازحي الى أبين لان اهالي أبين جميعهم لهم مرجع غير زنجبار وجعار. حيث أنهم أما ينحدرون الى المنطقة الوسطى أو الى يافع وبالتالي فأنه من لم يتوفر له المال للسكن في عدن فأنه سيعود الى قبيلته