مسارات السلام الثلاثة اليمن
article comment count is: 2

ما هي مسارات عملية السلام الثلاثة في اليمن؟

عمليات السلام متعددة المسارات يمكن أن تتخذ مجموعة متنوعة من الأشكال وتشمل عدداً من المسارات المختلفة، اعتماداً على احتياجات الأطراف. غالباً ما تحدث عمليات السلام متعددة المسارات عندما تستدعي الانقسامات الثقافية والعرقية والسياسية المعقدة أماكن وقنوات اتصال مختلفة بين الأطراف المشاركة في المفاوضات.

تقوم بعض عمليات السلام متعددة المسارات بتطوير مسارين أو ثلاثة مسارات منفصلة وهي الشكل الأكثر اعتياداً لمفاوضات السلام، ولكن بحسب السياق في كل دولة واحتياجات السلام لديها قد تنشأ مسارات أكثر ومسارات فرعية.

وتأتي تلك المسارات امتداداً من المفاهيم التي وضعها العالم النرويجي Johan Galtung مؤسس عـلوم السلام والنزاع لإيجاد تصـنيف وإطـار عملي لمفاوضات السلام والأطراف المعنية ضمن كل إطار، وتقوم عملية السلام في اليمن على مسارات متعددة يتم تصنيفها إلى عمليات المسار الأول، عمليات المسار الثاني وعمليات المسار الثالث.

المسار الأول

تتألف “عمليات المسار الأول” من مسؤولين حكوميين، ومبعوثي الأمم المتحدة، وفرقهم وقادة الأطراف المسلحة ومن في حكمهم من الجهات المماثلة، وتكون هذه الأطراف في العادة هي الأطراف المباشرة في الصـراع، والجهات الفاعلة الدولية ذات الصلة، وتشمل رؤساء الدول ووزراء الخارجية ومنظمات حكومية دولية رفيعة المستوى.

والجهات الفاعلة في المسار الأول تتفاوض على اتفاقات سلام رسمية وتوقع عليها كمحادثات السلام اليمنية التي حدثت في الكويت عام 2016، واتفاق ستوكهولم الذي عقد في السويد عام 2018.

المسار الثاني

بينما “عمليات المسار الثاني” تتكون من منظمات المجتمع المدني على المستوى المحلي والوطني ومنظمات غير حكومية دولية وأجنـبية، والأفـراد كممثلي الحكومة الذين يتصرفون بصفة غير رسمية، ودبلوماسيين سابقين، ورموز السلطة في المجتمع، وخبراء أكاديميين، ووسطاء محايدين، ومواطنين أفراد، ودول محايدة من طرف ثالث.

وتُعتبر عمليات هذا المسار منفصلة عن محادثات المسار الأول الرسمية، ولكنها مترابطة حيث يمكن للجهات الفاعلة في المسار الثاني دعم المفاوضات الرسمية للمسار الأول من خلال الانخراط في أنشطة بناء السلام بشكل منفصل عن أي جدول أعمال أو صلات سياسية.

المسار الثالث

أما “عمليات المسار الثالث” فهي تمثل الجهات الفاعلة على مستوى القاعدة الشعبية، الناشطون الأفراد والمتظاهرون. حيث يركز هذا المسار على إشراك المواطنين العاديـين والمجتمعات المحلية الذين يستخدمون أصوتهم للتأثير على جهود مفاوضات السلام. منها على سبيل المثال وليس الحصر، (منصة صحافة السلام – منصة ناس تعز – منصة شباب وعي، ومبادرات مساهمتي تنمية، وغيرها).

دينامكية مسارات السلام

إن العلاقة التي تربط مسارات السلام، علاقة تكاملية تسير بدينامكية تسلسلية، فالمسار الأول يعمل مع المسار الثاني، بينما المسار الثاني يعمل مع المسار الثالث حيث تستطيع المسارات الثلاثة التواجد والعمل معـاً.

فيتضمن المسار الثاني أفراداً ومنظمات من خارج عملية السلام الرسمية، ولكن يمكن أن يشمل أيضاً اجتماعات غير رسمية للجهات الفاعلة الرسمية في المسار الأول، وبذلك ينخرط المسار الأول مع المسار الثاني, كون المحادثات بين أطراف الصراع تكون غير رسمية في الاجتماعات التي يعقدها المسـار الثاني أي -غير مدونة في محضر- وبالتالي فهي غير ملزمة لأي من أطراف الصراع، مما يشجع المشاركون في العملية على التحدث بصورة صريحة عـن مخاوفهم وأهدافهم.

وتعمل هذه الحوارات على تيسير الحديث حول ما يريده كل طرف في التفاوض، فالمسار الثاني يخلق للمسار الأول أرضية مشتركة وبناء التوافق في الآراء والوصول إلى حلول بطرق لا يمكن لعمليات المسار الأول القيام بها، لذلك يطلق على عمليات المسار الثاني بالدور المكمل للمفاوضات الرسمية (المسار الأول).

بينما يلعب المسار الثالث دوراً حاسماً في تيسير انطلاق المفاوضات من خلال مناصرة القضايا ذات الصلة في مفاوضات السلام مثل وقف إطلاق النار، عدم إغلاق المطارات، فتح المعابر الإنسانية من خلال حشد الجماهير لتقديم الدعم والتأثير على سير المفاوضات، هذه الفرصة يمنحها المسار الثاني للثالث لأن أفراد المجتمع هم الأساس في الحفاظ على ثقافة السلام على المستوى المحلي والأكثر عرضة للخطر في النزاع والذين يُعتبر دعمهم حاسماً لتنفيذ السلام على المستوى المحلي.

ناهيك عن أنه يمكن لعمليات المسار الثاني وضع توصيات ومقترحات تمثيلية لتضمينها في اتفاقية السلام، وذلك بالاعتماد على تمثيلها الشعبي للمجتمعات المحلية المتنوعة وهم المسار الثالث، وتقديم هذه التوصيات والمقترحات إلى المسار الأول، فعملية بناء السلام تحدث من القاعدة إلى القمة أي من المسار الثالث وحتى المسار الأول.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (2)