article comment count is: 0

كيف تتخلص من فوبيا التغيير؟

نسمع عن فوبيا الأماكن المغلقة، فوبيا المرتفعات، فوبيا التحدث أمام الناس، لكن فوبيا التغيير؟

نعم هناك فوبيا التغيير، وهي خوف معيق، وأولئك الناس الذين يعانون منها يخسرون كثيراً في حياتهم، ويفقدون فرصاً كثيرة كان من الممكن أن تنقلهم إلى الأفضل.

ومن أمثلة هذه الفوبيا:

  • فوبيا التغيير الوظيفي: تفرض على الموظف البقاء في وظيفته أو عمله، رغم أن إمكانياته تؤهله لعمل أو وظيفة أفضل، لكنه لا يقدم على ذلك.
  • فوبيا التطور: وتتضح في المجتمعات التقليدية، حيث يكون قبول أي جديد أمر غير متقبل وخصوصاً إذا كان أفكاراً، فلا يتقبل الناس الفكرة وتتم مقاومتها مثل فكرة التحاق الفتيات بالمدرسة، لقيت سابقاً مقاومة ورفضاً من الكثيرين، وتدريجياً أصبحت أمراً عادياً وضرورياً لدى الغالبية.

وأقل من مقاومة الأفكار تتم مقاومة المستحدثات التقنية التي تنتشر بوتيرة أسرع.

التغيير ليس بالأمر السهل ويمر بمراحل متعددة للوصول لمرحلة تبني فكرة أو سلوك تبدأ بالوعي والانتباه الذي يقودنا لجمع المعلومات، ثم الاهتمام والبحث عن تفاصيل أكثر والتقييم، ومن ثم محاولة التجريب وقياس الفائدة من عدمها، وبعدها التبني وقد يتخلى الشخص عن الفكرة أو السلوك فيما بعد لسبب أو لآخر، ويختلف الناس في درجة تبنيهم لأي فكرة جديدة وحتى في تبنيهم لمستحدث تقني، ويمكن أن نطبق ذلك على اقتناء الهواتف الذكية، فهناك:

  • فئة المبتكرين، وتُعتبر المغامرة واحدة من مستلزمات المبتكرين فهم أشد رغبة من غيرهم في تجربة الأفكار والتقنيات الجديدة، ويتميزون بالقدرة على فهم الصعوبات وتخطيها، والقدرة على تقبل الفشل وهم أول من اقتنوا الهواتف الذكية.

وتأتي بعدهم:

  • فئة المتبنين الأوائل، وهؤلاء جزء أساسي من التنظيم الاجتماعي المحلي، لذلك يتطلع إليهم الأفراد الذين لديهم القابلية لتبني الأفكار أو التقنيات المستحدثة، طالبين منهم النصيحة والمشورة، لأنهم النموذج الذي يقتدي به أفراد المجتمع وهم من سيقتنون الهواتف الذكية بعد الفئة الأولى.

تتبعهم:

  • فئة الأغلبية المبكرة، وهم يتروون كثيراً قبل اتخاذ القرار ويتبنون الفكرة بعد أن يلاحظوا ما استفاد؟ وما خسر متبنوها.

وتأتي بعد ذلك:

  • فئة الغالبية المتأخرة، ويقتنون الهواتف الذكية بعد الجميع فهم ينتظرون أن يطبق الجميع الفكرة ليلحقوا بهم، والفئة الأخيرة فئة المتلكئين، وهم آخر من يتبنى الفكرة الجديدة، بل قد يكون تبنيهم لها بعد أن يغادر المبتكرون لفكرة أخرى أكثر جدة وحداثة، وهم عادة منعزلون وشكاكون بالمبتكرين، وبكل صاحب فكرة جديدة.

وما ينطبق على المستحدثات التقنية ينطبق على الأفكار الجديدة وهي أساس التغيير الذي يقف الخوف عائقاً أمامه.

 يخشى الإنسان التغيير ويفضل ما اعتاد عليه، ولكن ماذا لو كان التغيير في مصلحته؟

هنا يتوجب الوقوف والتفكير ومواجهة هذا الخوف المعيق واتخاذ القرار، فالتغيير ضرورة لتطوير الذات، أو لإنهاء وضع قائم وصل إلى طريق مسدود، لكن المشكلة أن المجتمع ذاته قد لا يشجع على التغيير، وكأن التغيير بعبع يجب علينا مقاومته، وهناك أمثلة في ثقافتنا الشعبية تدعو لذلك ومنها: جنيّ تعرفه ولا إنسيّ ما تعرفه، وعصفور باليد خير من عشرة على الشجرة.

ونتلقى نصائح كثيرة تحمل نفس المدلول فنفضل البقاء على حالنا حتى لو لم نكن مقتنعين!

إذن، كيف نتجاوز خوف أو فوبيا التغيير؟  

هذه بعض النقاط التي يمكن أن تساعدنا:

لنفرض مثلاً، أنت تفكر ببدء مشروعك الخاص والذي قد يتطلب انتقالك لمدينة أخرى، ما الذي يمنعك من الانتقال؟ كيف يمكنك اتخاذ هذه الخطوة التي ستغير حياتك؟

– قد تكون محاطاً بأشخاص يفكرون مثلك يشاركونك مخاوفك، معهم لن تبدأ مشروعك، إذن تخلص من الأشخاص السلبين المعقين حولك، ستبدأ إذا أحطت نفسك بأشخاص يفكرون بطريقة مختلفة، ويتبنون استراتيجيات وتوقعات جديدة، ولا يسمحون لك بالاستسلام، حتى عندما تشعر أنك تريد ذلك، فمن الصعب العودة عندما يكون لديك أصدقاء يشجعونك على المضي قدماً.

–  ذكر نفسك دائما أن ما تقوم به هو لتحسين حياتك لتكون أفضل، هذا سيجعلك تتحمل المتاعب وحتى النقد والتثبيط.

– امنح نفسك حوافز للاستمرار.

– تخلص من الخوف ولا تسمح للوسوسة والقلق والتوتر أن تنال منك، لأنها أمور تسحبك للوراء حيث لا إنجاز ولا تغيير.

– في النهاية عليك أن تكون شخصاً استباقياً، وفكر فيما تفعله وفي النتائج التي ستحصل عليها.

إن كنت تخاف التغيير، فالأسوأ هو التوقف وعدم تحقيق شيء، والمحاولة في حد ذاتها نجاح وخبرة محسوبة لك.

 

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً