ضمن شريحة امتدت إلى 1172 مشاركة ومشارك من الشباب اليمني في استبيان “التنمر الإلكتروني على المرأة“، اعترف نحو 16 شخصاً فقط إنهم تنمروا على آخرين على منصات السوشل ميديا، بينما قال 86 شخصاً على الأقل إنهم كانوا ضحية لنوع من أنواع التنمر الإلكتروني.
بمقابل هذه النسبة (15%) قال 85% من المشاركين في الاستبيان إنهم لم يكونوا طرفاً في واقعة تنمر إلكتروني، وهذا يشمل كونهم ضحايا أو متنمرين أو حاضرين للواقعة أو لديهم معرفة بها، والإناث هنا أكثر ميلاً لكونهن طرف بنسبة 21% في مقابل 11% فقط للذكور.
تأتي الفروقات هنا لتظهر أن الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً هم أكثر الفئات في كونهم ضحايا للتنمر الإلكتروني بنسبة 60% منهم، وفي المقابل فإن أكثر الفئات تنمراً على الآخرين هم الذين تتراوح أعمارهم بين 20-24 عاماً بنسبة 21% من بين هذه الفئة العمرية. أما من حيث الفروقات النوعية فإن الإناث أكثر وقوعاً كضحايا للتنمر بنسبة 69%، بالمقارنة مع الذكور (32%) الذين جاؤوا أكثر تنمراً من الإناث بنسبة 15% متنمرين ذكور، بمقابل 3% متنمرات إناث، حسب الاختيار الحر في إجابات الاستبيان.
ضمن الذين أكدوا أنهم كانوا طرفاً في وقائع تنمر إلكتروني، أشار 40% من هذه الفئة إلى أنهم يعرفون نساءً (من الأهل، الجيران، الأصدقاء) تعرضن للتنمر، فكتب أحدهم: “قامت بنت الجيران بالتعليق على منشور يتحدث على واحد تزوج فتاه جميلة بمهر كبير، وعندما علقت الفتاة أن الموضوع مبالغ فيه رد عليها مجموعة من الشباب بأن الفتاة المتزوجة غزال تستاهل، أما انتي أكيد **** ما تستاهلي حتى ريال، واللي يقول عارفة نفسها إنها بشعة ما أحد يدفع فيها ريال ومن هذا القبيل دخلت بنت الجيران بحالة من الاكتئاب من تلك الردود والتعليقات”.
وقالت إحداهن: “قمت بتنزيل سلسلة من التغريدات عن أثر الحروب على النساء والأطفال على وجه التحديد، لاقت التغريدات رواجاً عالياً ولكنه في المقابل تلقيت تنمر وإساءات لا يمكن أن يتم حصرها فوجئت من بعض الرسائل وأصبت بالصدمة، كيف ممكن أن يكون هناك أشخاص مؤذيين إلى تلك الدرجة، حسناً إن لم يعجبك طرحي كان يمكن أن تتجاهلها حتى أني تعرضت للتهديد والترهيب وطلبوا أن لا أتحدث عن أي شيء سياسي أو إنساني، لأني فقط امرأة، ولا يمكن أن أطرح مواضيع من وجهة نظرهم حتى النقاش بها خاص بالرجل، وفي مرة أخرى تحدثت عن قضية انتصار الحمادي وأبديت تعاطفي معها ومع ما حدث لها، تلقيت رسائل تهديد حتى أمسح التغريدة وتم قذفي واتهامي بما ليس فيني”.
وكتبت أخرى: “بسبب وزني الزائد تم التنمر عليّ في أحد الجروبات وتم نشر صورتي وأخذ الجميع يسخر مني. قد يكون هذا على سبيل المزاح لكن يبقى له أثر في النفس وعدم الثقة، وكرهت نفسي”.
من وجهة نظر المشاركين فإن أسوأ سلوكيات التنمر الإلكتروني على المرأة هو “فبركة صور أو مقاطع مرئية عن امرأة ونشرها على الإنترنت (77%)، يليها “انتحال هوية أخرى لإيذاء فتاة أو امرأة على شبكة الإنترنت” (49%)، ثم بنسبة 48% “الإساءة إلى المرأة بما يرتبط بوضعها الاجتماعي (مطلقة، لم تتزوج، لم تنجب…)“.
وعن أسباب وجود التنمر، أشار 70% بأصابع الاتهام أولاً إلى “النظرة المجتمعية للمرأة وهويتها الرقمية (على شبكة الإنترنت)” كأهم سبب في حدوث التنمر الإلكتروني على المرأة في اليمن، وثانياً (69%) إلى “غياب القوانين الرادعة لهذه الظاهرة“، وثالثاً (48%) إلى “الاضطرابات النفسية لدى الطرف المتنمر“، أما “التجاذبات السياسية والسعي لإقصاء المنافسين والمنافسات” فقد حصلت على نسبة 17% فقط.
من حيث النوع فإن الإناث (74%) أكثر ميلاً من الذكور (68%)، في الحديث عن النظرة المجتمعية، وكذا عن غياب/ضعف القوانين الرادعة لهذه الظاهرة، بنسبة 71%، بالمقارنة مع الذكور (67%).
وقد أشار 6% إلى أسباب أخرى شبيهة أو مختلفة، بينها “العادات والتقاليد”، “الفراغ والبطالة”، “غياب الوازع الديني والأخلاقي”، و “ضعف التعليم”، وغيرها.
والتنمر لا يشترط أن يأتي من ذكر ضد أنثى، ومن رجل ضد امرأة، فقد يأتي -بحسب المشاركين في الاستبيان- ضد المرأة من امرأة أخرى (90%)، ولا فرق كبير هنا بين أصوات الإناث (93%) وأصوات الذكور (88%).
كما أن المشاركين أكدوا بنسبة 79% منهم أن التنمر ليس مجرد توصيف مبالغ به للمزاح الثقيل، وبالرغم من هذه النسبة العالية إلا أن 14% من أصوات الإناث و15% من الذكور يميلون إلى كونه مجرد وصف مبالغ به للمزاح الثقيل فقط، بما يشكل 15% من إجمالي الأصوات المشاركة في الاستبيان عموماً.
ويتفق 85% من المشاركين والمشاركات في الاستبيان على أن “تعزيز الوعي الرقمي في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يجعل النساء أقل عرضة للتنمر الإلكتروني“.
كما أكد 76% أن “النساء يصمتن عند تعرضهن للتنمر الإلكتروني خوفاً من العنف أو التشهير المجتمعي فيما بعد“، ولا تشير الفروقات الجغرافية هنا إلى معلومات مفصلة تبعاً لآلية الاستبيان، حيث جاءت نسب الأصوات داخل المحافظات كالتالي:
- تعز: 82%.
- صنعاء: 79%.
- إب: 75%.
- عدن: 73%.
- حضرموت: 70%.
وضمن الحلول المقترحة لمواجهة الظاهرة، دعا 93% إلى “إصلاح وتعزيز الأطر القانونية والتنظيمية لرصد وتتبع الظاهرة والتعامل معها“.
كما دعا 89% إلى “تبني حملات المناصرة للتصدي وإنهاء ظاهرة التنمر الإلكتروني ضد المرأة اليمنية“.
شارك في الاستبيان 1172 مشارك ومشاركة، بنسبة 35% إناث، و65% ذكور، من محافظات: صنعاء (28%)، تعز (22%)، عدن (21%)، حضرموت (8%)، إب (7%)، الحديدة (5%)، وغيرها (9%).
يأتي استبيان “التنمر الإلكتروني” بالتعاون مع مؤسسة “وجود للأمن الإنساني“، ضمن أنشطة مشروع “المرأة، السلام والأمن” الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media، وبتمويل من وزارة الخارجية الهولندية و Care Netherlands.
ظاهرة التنمر صارت عادة عند البعض لانه بكل بساطة مايفكر انه تنمره علئ شخص قد يؤثر فيه ويوجعه خاصة لو تنمر عليه بوضعه الإجتماعي انه ماتزوج او منفصل
مقال جميل و روعه ويستحق الاهتمام والمتابعة
حلو جدا