منذ سنوات ترافق الناشطة سميرة سيود، الفئات السمراء، ونساء المجتمع المهمش في مدينة عدن، بدافع تحجيم التمايز القائم على اللون، والتعاون من أجل توفير أمن اجتماعي للمرأة المهمشة، والأخذ بيدها نحو تنمية المهارات، وتوعيتها بالحقوق والواجبات، إضافة إلى حل المشكلات التي تؤرق غالبية نساء هذه الفئة.. كل ذلك، وأكثر في سبيل تعزيز حقوق المرأة المهمشة، وحمايتها، ووضع الحلول للحد من الانتهاكات.
تقول إن النساء ذوات البشرة السمراء في اليمن، يتعرضن لنوع من التمييز والإقصاء، نتيجة العادات والتقاليد التي اعتادت تهميش الفئات الضعيفة داخل المجتمع اليمني، الواقع الذي أفرز حالة من عدم المساواة، فضلاً عن النظرة الدونية التي لحقت بالمهمشات، الأمر الذي استدعى سميرة للوقوف بجانب هذه الفئات المنسية، في محاولة لنقل صوت المعاناة، وإحلال السلام.
نشأت سيود في أسرة بسيطة بمدينة عدن؛ لكنها تجاوزت الظروف، وصعوبات العيش، حيث أكملت تعليمها الثانوي، لتنطلق بعدها إلى تغيير واقع المهمشين هناك، من خلال عملها مع عدد من منظمات المجتمع المدني.. وفي العام 2019 أسست جمعية أمان، للفئات الأقل حظاً، وبجهود ذاتية، تمكنت عبرها من تنفيذ العديد من الأنشطة والمبادرات التي تهدف إلى زيادة وعي المرأة المهمشة، وتعريفها بحقوقها الشخصية، وتمكين عشرات الفتيات المهمشات من الحصول على برامج التأهيل والتدريب في المجال الإنساني، بالإضافة إلى منح البعض دورات تدريبية في الإسعافات الطبية، وغيرها من الأعمال التي تخدم شريحة المهمشين.
لـ”منصتي 30″ تحدثت: “أساعد هذه الفئات، لأنها لا تملك جهات تهتم بها، خصوصاً النساء كثيرات التهميش، ينظرون لها بنظرة مختلفة لمجرد أنها تشتغل في مهنة محددة، هي تشتغل لأنها بدون حقوق.. كان حلمي أوصل لمساعدة هؤلاء الناس، وأعتقد وصلت للكثير، ونقلت صوت النساء في المجتمع”.
تدريجياً توسعت دائرة عمل سميرة، حتى صارت صوت المهمشات في مدن جنوب اليمن، وذلك بفعل نشاطها المعروف في الوسط المجتمعي.. ومحاولتها الدعوة إلى السلام، والابتعاد عن تعنيف الفئة السمراء، بهدف القضاء على العنصرية وضمان التعايش من أجل السلام.
ونجحت سيود في الوصول إلى كثير من النساء المهمشات، أولاً لدراسة الحالة المستهدفة، ومعرفة المعاناة والمتاعب، ثم تقديم المساعدة.. تفيد لـ”منصتي 30″ بأنها استطاعت عمل حركة نسوية، وفريق نسوي ضمن جمعية “أمان”، ساعدن في نجاح نشاطها لمواجهة زيادة نسبة الانتهاكات بحق المهمشات، كما تمكنت من لفت انتباه بعض المنظمات المعنية بهذه الأصوات المهمشة.
نشاط المرأة، وتعدد تجاربها الميدانية في حل نزاعات الأسرة السمراء، والتدخل لإنهاء الخلافات بينهم، أكسب سميرة مكانة مجتمعية جعلتها تظهر كشخصية قيادية في المجتمع، وناشطة مؤثرة تمتلك رصيدًا كبيرًا في حلقة السلام.. تعمل اليوم كرئيسة لشبكة النساء المهمشات، في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وهذا ما يدفع سميرة إلى تحقيق نتائج إيجابية، وفعالة في المجتمع، ناهيك عن كونها وسيطة سلام محلية، وممثلة لهذه الفئات أمام المنظمات الدولية، والجهات ذات العلاقة.
وفي مائدة السلام، شاركت سيود في القمة النسوية كعضوة ممثلة للفئة السمراء في مدينة عدن، باعتبار هذه القمة جامعة تضم مشاركة التشكيلات القائمة في اليمن، وخارجه، من التحالفات والمنظمات، والمكونات السياسية والاجتماعية من مختلف الانتماءات، والأطياف.. الهدف منها دعم وجهات النظر، وتبادل رؤى النساء في قضايا تتصل بعملية السلام، وتعزيز قوة الحركة النسوية، ودورها في إطار عمل مشترك، يزيد من أهمية شراكة المرأة في السلام والأمن، كما تقول.
في حديثها، تؤكد: “المرأة المهمشة حضرت في القمة النسوية، من عدن، ومن تعز.. شاركت فيها بمعية الزميلة مسك المقرمي، ممثلة عن مهمشات تعز.. حاولنا بلورة الأفكار، وطرح المقترحات، ومناقشة قضايا أحدثت ردوداً إيجابية من أجل تحريك عجلة السلام.. مهم وجود المرأة في دائرة السلام”.
ترى سيود أن نجاح التحالفات، والمفاوضات الخاصة بالسلام، مشروطة بإشراك النساء السمراوات.. وتعلل ذلك بأنهن أكثر الفئات تضررًا من الحرب، ويمثلن قاعدة اجتماعية كبيرة من المستضعفين، بالتالي يملكن تصور يشرح ويحلل الواقع اليمني ببعديه الحقوقي والسياسي، وهذا ما يجعل حضور المرأة مهم في صناعة السلام، والوساطة المجتمعية.
😘😘الله يوفقك ويقويكي ي قلبي
بالتوفيق انشاء الله
سميرة من ابرز ناشطات مجتمعنا الفقير.صاحبة خبرة عمل طويلة في المجتمع المدني منذ عام 2000م. ربنا يوفقها في اعمالها الإنسانية
عظيمة بالتوفيق المفروض كل المنظمات تقدم لها دعم