في قرى نائية بوادي بنا التابع لمحافظة إب (وسط اليمن) يتزايد امتداد المدرجات الزراعية لشجرة القات. وتكتسح بشراهة مساحات واسعة من مزارع الإنتاج الغذائي من الحبوب، الفواكه، والخضروات.
الفراغ الناتج عن انتشار البطالة؛ يدفع الشباب إلى تحويل مئات الهكتارات الزراعية إلى مزارع للقات الذي يعتبر من أكثر النباتات استهلاكاً لمياه الري في اليمن.
من الجامعة إلى المزرعة
العديد من طلاب الجامعات في هذه المناطق الريفية يحصلون على مصاريف دراستهم من بيع هذه الشجرة. ونتيجة للعوائد المالية الكبيرة التي يحصلون عليها؛ صار كثير منهم يفضّل التجارة بها على الوظيفة الحكومية.
عايشنا حالات لعشرات من الطلاب لا يفارقون مزارع القات، ويقضون معظم أوقاتهم في تعاطيه وبيعه.
6 ملايين عاطل
ذكر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، في خطاب سابق، أن البطالة في وسط الشباب بلغت ستة ملايين. لجأ كثير منهم للعمل في تجارة القات، التي تزدهر يوماً بعد آخر.
وفيما لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد خريجي الجامعات في المناطق الريفية تحديداً، لكنهم يشكلون غالبية من يعمل بهذه المزارع، بعد افتقادهم الأمل في اقتصاد وطني أصبح على حافة الانهيار.
وتزدهر مزارع القات بفعل مشاريع المياه الجوفية المتزايدة، حيث تنتشر شبكات الري المخصصة لهذه الشجرة دون غيرها.
وجاء رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية كضربة إضافية قاصمة للشباب هنا. ويتزامن هذا القرار مع سخط واسع جراء انعدام الاهتمام الحكومي بأي مشاريع خاصة بالشباب، فضلاً عن خيبة أمل وانتكاسة لحلمهم بدولة مدنية خالية من الفساد.
رغبة في الهجرة
تتزايد رغبة الشباب اليمني في الهجرة خارج بلدهم بحثاً عن عمل، فيما تغلق معظم دول العالم أبوابها في وجوههم.
ورحّلت السعودية مئات الآلاف من الشباب اليمني، خلال العامين الماضيين، وفقا لتقارير صحفية يمنية. إجراءات تدفعهم للبحث عن عمل يصعب العثور عليه، لتكون مزارع القات إحدى طرق الحصول على المال والقضاء على أوقات الفراغ.