الذكورية الإيجابية أحمد عائشة
article comment count is: 0

«أحمد» و «عائشة».. وجهان لقصة نجاح واحدة!

وجدها مميزة عن الجميع، شابة طموحة ولطيفة، وقرر الزواج بها، ليبدآ معاً قصة نجاح كانت هي بطلتها، وكان فيها السند المختلف.

تلفت قصة عائشة جباري وزوجها أحمد الأكحلي أنظار الكثيرين، لزاوية الذكورية الإيجابية النادرة في المجتمع اليمني، إذ لا يغيب أحمد عن الفعاليات والأنشطة التي تشارك فيها عائشة، ليكون هو صوتها الذي فقدته إثر حمى شوكية ألمّت بها وهي في الخامسة من العمر.

منحنى آخر

وتصف عائشة دعم أحمد لها بالقول: “شكل لحياتي منحنى آخر، خصوصاً في مجال بناء قدراتي، حيث أنه من الصعب أن تجد أحداً يمنحك كل هذا الدعم ويوليك كل اهتماماته”، مضيفة: “كل تواصلي مع من حولي يتم عن طريقه، كونه أستاذ في لغة الإشارة”.

ومنذ تزوجا، يشارك أحمد عائشة جميع أنشطتها، وأسسا سوياً مبادرة وئام الشبابية التي تهتم بفئة الصم، إلا أن همّ أحمد كان مختلفاً، حيث يقول: “كان همي أن أصنع نجاح فتاة صماء تتولى قيادة الصم وتنادي بحقوقهم ودمجهم في المجتمع، خاصة بعد فشلي بمشروع شركاء في الحياة الذي أسسته في عام ٢٠١٢م، والذي كان يستهدف فئة الصم”.

القصة الملهمة يراها الاستشاري والمدرب، مصطفى المقطري، تتمثل في قصة أحمد الذي اختار أن يتمسك بعائشة ويناضل لتحقيقها النجاح، مؤكداً: “عرف الوسط المدني عائشة بأحمد، ومعاً يمثلان قصة ملهمة تستحق أن يقتدي بها الجميع”.

إصرار على النجاح

تعلم أحمد لغة الإشارة في سن مبكرة من ابن أخته الذي كان يعيش معه في نفس المنزل، ليعمل لاحقاً كمترجم في أكاديمية السعيد، حيث التقى بعائشة وتعرف عليها.

يقول أحمد: “كانت عائشة طالبة في أكاديمية السعيد لذوي الإعاقة، وجدتها مميزة عن الجميع، شابة طموحة ولطيفة، وقررت الزواج بها، حينها بدأت قصة نجاحنا”.

ويضيف أحمد: “شجعتها في الانخراط بالعمل المجتمعي، وكنت أرافقها في الدورات التدريبية والمؤتمرات التي شاركت فيها”، واصفاً نضاله المستمر لإسناد عائشة وإنجاح مشاركاتها بالقول: “كنت غالباً أترك عملي في سبيل مرافقتها، وكان همي الوحيد أن تستغل جميع الفرص التي تحصل عليها بغض النظر عن العائدات المادية”.

مجتمع داعم ولكن!

لا يرى أحمد أي نظرة قاصرة من المجتمع، مضيفاً: “نمارس حياتنا بكل بساطة، وأفخر بذلك لنكون قدوة لغيرنا”، مؤكداً “الإعاقة ليست في الحواس أو الجسد، وإنما في العقل”.

وفي مقابل التعامل الإيجابي من المجتمع، يواجه أحمد صعوبة أخرى حد قوله، موضحاً: “هناك تكاليف نتحملها خصوصاً عند اشتراكها في برامج تدريبية، يتعاملون معها دون تفرقة بينها وبين قريناتها، الأمر الذي يسبب ضغوطات مادية علينا”، مشيراً إلى أن عديد جهات لا توفر مترجماً للغة الإشارة، ويشترطون على عائشة أن توفر مترجماً متطوعاً، (وإلا لن تقبل في البرنامج).

المرأة هي أساس المجتمع، كما يؤكد أحمد أن على الرجل دعمها لأنها قادرة على فعل أي شيء متى وجدت دعمًا ومساندة، “خصوصاً إذا كانت من ذوي الإعاقة”، كما يقول.

تضحية لا بد منها

ويؤثر استمرار أحمد بالترجمة لعائشة وانخراطه التام في لغة الإشارة عليه، يقول: “لا أستطيع الانخراط بأي عمل منفرد، خصوصاً إذا كان وظيفة محددة بوقت معين، لأن ذلك سيمنعني من مواصلة جهودي مع عائشة”.

المدرب والاستشاري، مصطفى المقطري، يرى الأمر من زاوية مختلفة، إذ يعتقد أن أحمد تأثر أيضاً بحالة عائشة، وأصبح كما يقول: “قليل الكلام إلى درجة يبدو عليها كمن تلبس حالة الصم والبكم، بسبب عمله الدائم إلى جوار عائشة، وانخراطه المباشر في عالم الصم والبكم، سواء في عمله مع هذه الفئة، أو في المنزل مع عائشة”.

حظ جيد

الزوج يمكن أن يكون سنداً، تقول عائشة مضيفة: “كما قال المثل خلف كل رجل عظيم امرأة، وأنا أقول خلف كل امرأة عظيمة رجل عظيم”.

وتوجه عائشة رسالة هامة إلى جميع الرجال في المجتمع قائلة: “ادعموهنّ، ولا تكبتوا طموحاتهنّ وأحلامهنّ، امنحوهنّ الثقة فقط، إنهن قادرات على أن يكنّ نساء عظيمات يرسمنَ مستقبلاً مشرقاً لليمن، فهنّ الأم والأخت والسند والزوجة”.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً