عبد الله جعفر عكاز حنان
عبد الله جعفر وزوجته حنان الغيثي | منصتي 30
article comment count is: 4

«عبد الله جعفر» .. عكاز حنان و داعمها

حنان عبد الله الغيثي (32 عاماً) شابة من ذوي الهمم، لكن ذلك لم يعقها من أن تحقق نجاحات على المستوى الشخصي والمجتمعي، وكان للإسناد الذي تلقته من أسرتها وزوجها “عبد الله جعفر” دوراً كبيراً في تقديم الدعم المعنوي لها، والذي جعلها تحقق النجاح تلو الآخر.  

من حسن حظ حنان أنها تنتمي لأسرة تؤمن بقدراتها كامرأة، وفي البداية تخوفت الأسرة من خروج حنان بمفردها للدراسة والعمل، لكنها بعد ذلك منحتها الثقة لتخرج بمفردها “تخوفت أسرتي من فكرة خروجي لوحدي في البداية للدراسة أو العمل وهذا يجعلني أشكر إخوتي الشباب الذين كانوا لي رفقاء في كل مكان أذهب إليه، فقد كانوا لي إخوة وأصدقاء ومحارمي في السفر شيئاً فشيئاً، ومن خلال مرافقتهم لي عرفوا بأني قادرة على الخروج لوحدي وعمل كل ما يوكل لي من أعمال”.

البداية

أثناء عملها في جمعية المعاقين تعرفت حنان على شاب من ذوي الهمم اسمه عبدالله جعفر الذي أصبح بعد ذلك زوجها. كان عبدالله يعمل كمسؤول ثقافي في جمعية المعاقين وكانت حنان تأتي لدراسة دبلوم سكرتارية، وكان التعارف بينهما سطحياً في البداية، لتزداد معرفته بها خلال عملها كسكرتيرة لمركز العزيمة للكمبيوتر واللغات، وتعلق بها وقرر الارتباط بها. 

كان لعبدالله الدور الأكبر في دعم حنان معنوياً، يقول عبدالله: ساعدت حنان معنوياً حيث كنت أفتح لها الأبواب للانخراط في الحياة العلمية والعملية لتكمل مشوارها بعزيمتها القوية، وواجهنا المجتمع بأننا أشخاص قادرون على تجاوز كل المشاكل وأثبتنا للجميع بأننا كغيرنا من أفراد المجتمع وربما أكثر همة وعزيمة”.

ضغوط مجتمعية

واجه عبدالله ضغوطاً مجتمعية لمنعه من الزواج بحنان، لكنه واجهها بقوة، يقول عبدالله: “كان هناك رفض من المحيطين بنا لفكرة الزواج خوفاً من الفشل وعدم قدرتنا على الاستمرار، لكن هذه الفكرة تلاشت تماماً بعد أن أثبتنا نجاحنا في الاستمرار بالزواج وأنجبنا الأبناء”.

بأسى يتحدث عبدالله أنه واجه بعض التنمر من قبل المجتمع بعد زواجه من حنان، يقول عبدالله: “كنت أواجه بعض الانتقادات من المجتمع وبعض الكلمات الجارحة منهم في بداية الزواج مثلاً كيف ستعيشون وأنتم الاثنين معاقين وتدخلوا وتخرجوا مع بعض لكنا لم نفتح آذاننا لهم وأثبتنا للجميع قدرتنا على العيش سوياً بل أصبحنا نقدم المساعدة للمحيطين بنا”. 

تقول حنان: “تربيت والحمد لله مع أسرة لم تفرق بيني وبين إخوتي بشيء لا الإيجابيات ولا السلبيات أعطوني كل حقوقي دون تمييز وقمت بكل واجباتي كذلك، وكان لأسرتي الدور الكبير فيما وصلت إليه منذ نشأتي كأي شخص طبيعي، لم أحس بأي نقص وبعد ذلك أتى زوجي ليعاملني بنفس الطريقة”.

تنمر مجتمعي

بسبب الإعاقة واجهت حنان بعض الاستغراب والتنمر من المجتمع الذي كان يستغرب من ذهابها للدراسة بمفردها، ومن ثم الذهاب للعمل، وكذا زواجها، “لكنني لم ألتفت لهذه النظرات” تقول حنان. 

وتضيف: “هناك بعض العراقيل تظهر أثناء الدراسة أو العمل وفي الحياة الزوجية ولكن الحمد لله بإرادتي واعتمادي على نفسي من صغري، رغم وجود الكل حولي إلا أني لا أحب أن أكون شخصية اتكالية وأحب أن أقوم بكل شيء بنفسي”. 

بعزيمتها أثبتت حنان أنها تقدر، وبعد نجاحها في إنجاز العديد من الأعمال تسابقت العديد من المؤسسات والمنظمات لمنحها فرص العمل، وأنجزت الكثير مما يعجز الآخرون أن ينجزوه.

حصدت حنان المراكز الأولى في دراستها، حيث درست بكالريوس إعلام علاقات عامة، وكانت الأولى على الدفعة، و عملت كمدير للعلاقات العامة في صحيفة العزيمة الخاصة بشؤون المعاقين، وكمدير لمركز العزيمة للكمبيوتر واللغات، وحالياً الأمين العام لجمعية المعاقين ومندوبة العديد من المنظمات والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني.

وعن نظرة المجتمع لأصحاب الهمم تقول حنان: “النظرة السلبية تكونت فعلاً على المعاقين بسبب أن الكثير من المعاقين معتمدين على غيرهم وخاصة النساء، ولكن الحمد لله الآن هناك الكثير من النساء المعاقات أصبحن قصص نجاح يحتذى بها، وما أنا إلا واحدة منهن”. 

وتضيف حنان: “تقبلني المجتمع كشخص فاعل من خلال إثبات ذاتي بكل ما أقوم به، فالحمد لله أنا شخصية ناجحة بأغلب الأعمال التي قمت بها وأثبتُّ قدرتي من خلال عملي”.

دور التنشئة الاجتماعية

قليلاً ما يقف الذكور في مجتمعنا التقليدي داعمين للمرأة، ومن النادر أن تجد الذكورية الإيجابية التي يمثلها عبدالله في حياة حنان.

الباحث الاجتماعي عبدالسلام الحكيمي، الأكاديمي في جامعة تعز يقول: “ماتزال الذكورية الإيجابية في مجتمعاتنا العربية لا تحتل الصدارة وان وجدت فهي محتشمة واستثنائية ويعود ذلك إلى التنشئة الاجتماعية والعادات والتقاليد وتدخل أفراد الأسرة السلبي تجاه البعض ممن يقدمون بالدعم والمساندة لزوجاتهم أو أخواتهم من أجل تحقيق طموحاتهن والوصول إلى مستوى مرموق في أعمالهن أو مشاريعهن أو حتى في القبول بالمشاركة السياسية في شغل مناصب عليا في الأحزاب أو حتى تولي المناصب العليا في الدولة أو وصولهن إلى مراكز صنع القرار”. 

ويضيف عبدالسلام: “لهذا فكرة وجود الرجال كأصوات تدعم النساء في مجتمعنا لا تزال فكرة  جنينية بسيطة وغير منتشرة كثيراً ولكي نعمل على نشر الذكورية الإيجابية وتعزيزها يتطلب منا توعية أفراد المجتمع بأهمية مساندة الرجل للنساء ونشر قصص نجاح لعدد من الرجال تميزوا بالذكورية الإيجابية في مجتمعاتهم وكانوا سبباً في إنجازات كثيرة لنساء ملهمات في مجتمعنا العربي واليمني بشكل خاص”. 

لحنان حلم “حلمي أن أحقق حلم أبي رحمة الله عليه بأن أنال درجة الدكتوراة، وأكون شخصاً فاعلاً في المجتمع أساعد كل من يحتاجني”. 

ولعبدالله رسالة يريد أن يوجهها للمجتمع، فيقول: “رسالتي للمجتمع بأن لا يقوموا بإحباط أي شخص معاق ذو همة وعزيمة ولا ينظروا لهم نظرة الشفقه التي تؤذيهم، وأقول لكل شخص معاق أثبت للمجتمع أنك قادر على عمل كل شيء كبقية أفراد المجتمع”. 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (4)