تضييق التواصل مواجهة الابتزاز الإلكتروني
article comment count is: 1

تضييق دائرة التواصل.. أولى خطوات مواجهة الابتزاز الإلكتروني!

في ليلة الثاني والعشرون من شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2020، تلقت سالي أحمد (اسم مستعار)،  رسالة من رقم مجهول مضمونها صورة لها، عبر برنامج السناب شات، تلاها سلسلة من الرسائل، مفادها اختراق الإيميل والحصول على جميع المعلومات والصور. وبعد مجاراة في الحديث اتضح أنه مبتز يسعى للحصول على  الـ “نقود”.

وتتابع سالي، حديثها لمنصتي 30، صحيح أن الخوف حينها تمالكني ودارت الغرفة من حولي، لكنني لم أستسلم له، وفوراً قمت بإغلاق حسابي على السناب شات والذي تلقيت التهديد منه، ثم تواصلت مع نور خالد، (احد المختصات في مجال التقنية والأمن الرقمي على شبكة الإنترنت في منظمة “YODET” في عدن، والتي ساعدتني كثيراً في تضييق الدائرة على المبتز ومواجهته، وعملت بكل قوة على كسر شوكته، لم أتلقَّ بعدها أي تهديد أو رسائل، ربما ذهب إلى ضحية أضعف.

في هذا الصدد تقول المهندسة نور، إنها تتلقى شكاوي لقصص ابتزاز إلكتروني بشكل دائم ولعل القاسم المشترك لنحو80%، هو برنامج “سناب شات”، كونه برنامج مليء بالثغرات، ولقلة الوعي بأهمية تأمين الحساب بكلمة سر قوية مرتبطة برقم جوال.

وتضيف نور لمنصتي 30، من الصعب تحديد هوية المبتز إذا كان التهديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكننا في قصة سالي، توجهنا إلى تضييق الخناق عليه، بحيث لا يستطيع الحركة، أولاً قمنا بتغيير كلمة السر للحساب بكلمة قوية تحوي رموز وكلمات “Capital+Small”، إزالة برنامج السناب، تأمين الحسابات عن طريق التحقق في خطوتين، ربط الحساب برقم جوال، تسجيل الخروج من كافة الأجهزة، تبليغ كل المحيطين بأن الحساب مهكر تفادياً لانتحال شخصيتها والإيقاع بضحية أخرى.

الحماية ومواجهة الابتزاز

على كل من يتلقى الابتزاز، أن يقوم بحذف جميع وسائل التواصل الاجتماعي في هاتفه بشكل مؤقت، وضبط الخصوصية والتأكد من مستوى حماية الهاتف أو الحاسوب بشكل أولي، وعدم الرضوخ   للشخص المبتز بشكل نهائي والمحافظة على الهدوء، وعدم إرسال أي صور أو محتويات أو مقاطع إلى المبتز، مهما كانت الضغوط التي قد يتعرض لها. وفق حديث المهندس محمود عثمان.

ويفيد عثمان (تقني معلومات لدى مؤسسة شباب سبأ) لمنصتي 30: مشاكل الابتزاز تحدث يومياً ويتم معالجتها لعدد كبير جداً، عبر الحماية والمواجهة، في حالة أن الأمر قد يسبب لكم الإحراج والخوف، ولا تستطعن الاستعانة بمهندس تقني، يمكنكن أن تكنّ قويات وتواجهن المبتز، عن طريق الخطوات التي ذكرتها سابقاً، بالإضافة إلى اللجوء إلى شخص عاقل من العائلة. يجب الحذر عند التعامل مع المبتز الـ(المجرم)، وعمل بلاغات للجهات الرسمية والحرص على عدم قبول أي روابط أو إرسال أي معلومات إضافية”.

جانب نفسي واجتماعي

تقول الأخصائية النفسية غدير البحيري إن الابتزاز الإلكتروني يعد من أخطر الجرائم لأن أضراره تؤثر على الجانب الأكثر حساسية للإنسان لاسيما الفتيات، وهي النفسية والاجتماعية، فالجانب النفسي للضحية يتدمر بشكل كبير ففي اللحظات الأولى لتعرض الضحية للابتزاز تصاب بصدمة نفسية تؤثر على الحاضر والمستقبل، وتبدأ ظهور أعراض الخوف والقلق الشديدين ويبرز أثرهما على الضحية حيث تشعر بالتشتت الذهني الذي يفقدها السيطرة على اتخاذ القرارات الصائبة للتعامل مع الموقف، ونتيجة ذلك تدخل في دوامة لامتناهية من الاضطرابات النفسية وتسيطر عليها الحيل النفسية الدفاعية التي تسحبها نحو الانطواء والاكتئاب فتدخل بحالة من اليأس وقد تتطور بأقصى درجاته إلى محاولة الانتحار”.

وتضيف البحيري لمنصتي 30: “الجانب الاجتماعي يمثل التهديد الأكبر للضحية لما فيه من أحكام مغلوطة ضدها، حيث تُتهم بالسوء، وأنها السبب، مما يجعلها تشعر بتأنيب شديد للذات ويتمكن منها الخوف من أحكام المجتمع عليها ومن وصمة العار التي ستلازمها طوال حياتها مما يجعلها تتخذ القرارات الخاطئة وتعالج الخطأ بخطأ أكبر فترضخ لمطالب المبتز لتحاول إخفاء القضية وكذلك هروباً من الفضيحة، متجاهلة تماماً لما تسببه لنفسها من سلسلة لا متناهيه من المطالب”.

وأكدت: “المبتز (شخص جبان وذليل)، يعتمد على طرق غير أخلاقية لإرهاب ضحيته، لكنه إن وجد القوة والوعي بكيفية التصرف الصحيح، وأن الموازين ربما تنقلب ليصبح الضحية الطرف الأقوى، فإنه يجر أذيال الخيبة ويسعى إلى الاختفاء والهروب”، منوهة على أن “على المجتمع أن يتحرر من الأحكام المغلوطة ليدعم الضحية بدلاً من أن يكون طرفاً مساعداً وأساسياً للمبتز ليرتكب جرائمه”.

وكشف تقرير جديد صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن ما يقارب النصف من النساء العربيات يخشين التحرش الإلكتروني، لافتاً إلى أن 49% ممن تعرضن للعنف الإلكتروني قمن بتجاهل القضية. المسح الذي شمل النساء في عدة دول عربية منها اليمن أظهر أن هناك 36% من النساء المستخدمات لمواقع التواصل تعرضن للعنف (تحرش، ابتزاز، تنمر) ونصحن بتجاهل المعنفين، بينما تم توجيه 21% منهن إلى إغلاق حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن 22% من النساء المعفنات إلكترونياً تعرضن للابتزاز الجنسي المباشر.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (1)