أظهرت نتائج استبيان “خدمات الصحة الإنجابية والوصول إليها“ الذي أجرته صفحة حب وطب، في مشروع “منصتي 30، أن نسبة الحصول على خدمات الصحة الإنجابية ضعيفة جداً في العديد من المحافظات اليمنية وذلك يعود لعدة أسباب كما وضحناها في تقارير النتائج السابقة، ولكن تتعدد الأسباب، والنتيجة هي افتقار حصول أفراد المجتمع على خدمات الصحة الإنجابية بالشكل الكافي الذي يضمن لهم صحة سليمة خالية من الأمراض، ويبدو أن الوعي بأهمية الحصول على تلك الخدمات فيه قصور كبير. وهذا ما لمسناه من خلال سؤالنا للمشاركين عن ما هي أنواع الخدمات التي تحتاج/ين لمعلومات أكثر حول الوصول إليها؟
كانت أغلب الإجابات هي استفسارات عن كيفية الحصول على تلك الخدمات والوصول إليها، بالإضافة إلى احتياجهم معرفة بعض الخدمات والمعلومات كتالي:
- المجتمع اليمني ككل يفتقر إلى الثقافة الجنسية والصحة الإنجابية، والتوعية بأهمية المباعدة بين الولادات، والتوعية بعدم الزواج المبكر، والتوعية بأهمية النظافة للمناطق الحساسة لما لها من تبعات تؤثر مستقبلاً على الجنسين.
- نحتاج إلى مراكز دعم وتثقيف حول الصحة الإنجابية، ومراكز دعم وتأهيل نفسي لضحايا العنف الأسري والجنسي، ودعم وتشجيع المدراس على تثقيف الطلاب حول الصحة الإنجابية وتنظيم النسل، بالإضافة إلى معرفة مشاكل تأخر الإنجاب وسبب انتشار هذه الظاهرة مؤخراً.
- نريد توعية شاملة وشرح لأسباب الحالات التالية: ضغط الحمل، تسمم الحمل، الإجهاض المتكرر للحمل وتشوهات المواليد والأجنة، وموت المواليد خلال الأسبوع الأول للولادة، هذا في إطار ما عانيته شخصياً في منطقتي في مجال الصحة الإنجابية.
- يجب أن يكون هناك لافتات في الشوارع تحتوي على عناوين مراكز الخدمات وتوعية الناس عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأهمية هذه الخدمات، وتوفير وحدات صحية مع جميع أجهزتها مع طواقم طبية ذات خبرة عالية، ووحدة دعم نفسي أولي.
- نريد أن نعرف ماهي الأسباب التي تؤدي للعنف والحلول لهذه الظاهرة، ومعلومات عن الناجين من العنف، وكيف يستطيع الشخص الذي تعرض للعنف الاجتماعي معرفة أنه يعاني من عنف اجتماعي وليس مجرد عادات وتقاليد؟ وما هي الخدمات التي تُقدم لمن تعرض للعنف الاجتماعي؟ وأين تُقدم هذه الخدمات؟ وهل ذلك آمن؟.
- عمل دورات توعوية حول أهمية اهتمام الزوج بالزوجة واهتمام الزوجة بالزوج، وإعطاء نصائح لكيفية التخلص من الجهل والتخلف والظلم الأسري الذي يسبب دمار العلاقات الزوجية، وتثقيف الرجال بأهمية الاهتمام بـالصحة النفسية قبل الجسدية لزوجاتهم أثناء وبعد الحمل والإنجاب واحتياجهن للراحة النفسية والجسدية والمعنوية.
- خدمات الصحة الإنجابية هي مهمة جداً خصوصاً في المجتمعات الريفية التي تشهد قلة وعي كبير في عملية الإنجاب السليم؛ إذ أنهم يتبعون طرقاً عشوائية في الإنجاب ما يؤدي إلى إحداث مشاكل جسيمة قد تتسبب في معاناة دائمة للطفل ولهم أيضاً!.
- ينبغي أن يكون هنالك حملات توعوية في المجتمعات الريفية، وكذلك الأمر بالنسبة لقضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث وأنها تنتشر في الأوساط الريفية كثيراً، برأيي الشخصي أن التثقيف العام هو أفضل خطوة لمنع العنف الأسري؛ لأن المجتمع اليمني مازال يرى أن التدخل في أموره الشخصية والأسرية يعتبر سلوك فضولي وغير مباح للآخرين.
- يجب التثقيف في شتى المجالات الخاصة بالزواج بداً بفحوصات ما قبل الزواج لتجنب الأمراض الوراثية وانتهاءً بمعرفة الوقت المناسب للإنجاب وتنظيم الإنجاب من خلال المباعدة أو التوقف بسبب الأوضاع المتدهورة من جميع النواحي التعليمية والصحية والمادية.
- ما يحدث غالباً أن الدكتور/ة يطلب فحوصات روتينية ويخبرك عن حالة الجنين فقط، ولا يحدثك عن كيفية العناية وكيفية التعامل وهل تستمر العلاقة الزوجية كما كانت قبل الحمل، ولهذا السبب لجأت منذ بداية الحمل لمواقع الإنترنت وجعلت دور الطبيبة فقط لتخبرني عن صحة الجنين والأم.
- ما نريده هو توفير استشارة الطبيب حول الصحة الإنجابية، مثلاً أنا رجل وأريد الدخول مع زوجتي عند الطبيب لاستشارته في موضوع تنظيم الأسرة، ولكن هذا الأمر شبه مستحيل إنك تدخل أنت وزوجتك سوياً فقط مسموح للزوجة بالدخول، وقد لا تستطيع شرح المشكلة أو أخذ الاستشارة المناسبة في غياب الزوج.
لا يستطيع أحد إنكار أن خدمات الصحة الإنجابية من الأمور الضرورية لصحة المجتمع ككل للمحافظة على صحة الشباب (الذكور/الإناث). كما أن من المهم التثقيف في مجال الصحة الإنجابية، ومعرفة خدماتها المتوفرة بشكل مجاني وغير مجاني.
والتركيز على الصحة الإنجابية للشباب هو وسيلة مهمة لمساندة تطورهم العمري، ولحماية الأجيال المستقبلية من أي مخاطر صحية قد يتعرضون لها.