article comment count is: 0

الرسم والتصوير نافذة الشباب اليمني لمناهضة الحرب

في ظل الأوضاع التي تعصف بالبلاد والتي كان للحرب الدور الأقوى في ما آلت إليه، حاول بعض الفنانين الشباب إشعال فتيل الفن و الإبداع في مناهضة المأساة والظروف، التي حكم عليهم وعلى جميع اليمنيين العيش فيها.

استطاع هؤلاء أن يخلقوا صوراً عديدة للإبداع البصري عن طريق أعمالهم التي عبروا فيها عن رفض الحرب والعنف الناتج عنها بكل أشكاله. أعمال كثيرة تصدرت الساحة وقاومت أصوات الرصاص والمدافع وكل البشاعة التي خلفتها الصراعات المستمرة في البلاد.

الفن وسيلة للتغلب على المخاوف

“أنا ممتن لعيشي في أسرة استطاعت أن تحافظ على ذلك الطفل، المحب للرسم، حتى الآن”، هكذا بدأ الفنان التشكيلي ذي يزن العلوي حديثه. الشاب الذي يبلغ 25 عاماً أحب الرسم ومارسه منذ طفولته.

تم النشر بواسطة ‏ذي يزن العلوي‏ في الأحد، ١٤ سبتمبر ٢٠١٤

 

يميل العلوي في الكثير من أعماله للرسم الكاريكاتيري، من جداريات ورسوم تجريدية متميزة وفريدة، وشارك وأطلق العديد من الحملات أولها “كاريكاتير في الشارع“، “حطام“، “شظايا” وآخرها “السلام صنع في اليمن“.

جداريات ضمن حملة السلام صنع في اليمن

ركز ذو يزن ورفاقه في هذه الحملات على القضايا المتعلقة بالحرب، التي اعتبرها “شظايا لا يمكن أن تمحى من ذاكرة المجتمع حتى بعد انتهاء الحرب”، وكذلك الدعوة للسلام ومناهضة الحرب وخطاب العنف والكراهية.

وفي حديثه عن الفن، قال العلوي إنه فعل يشغل حياته اليومية، ويرغب في جعله جزءاً من الحياة اليومية للناس باعتباره وسيلة قوية لمساعدتهم للتغلب على مخاوفهم ومقاومة كل صعوبات حياتهم. واصفاً أسلوبه بأنه غالباً ارتجالي، أو تعبيري عن وضع العالم، وهذا ما يعطي الناس الحرية المطلقة في تسميته ووصفه.

إخماد نار الحرب بالفن

اعتبر العلوي أنه “شيء عظيم أن نرى الشباب يغنوا ويرقصوا ويرسموا ويكتبوا. وبأنهم أقوياء بعدم سقوطهم في العنف. في حين أن أطراف الحرب كلها تستغل الشباب في الحرب، ويعتبرونهم وقود حربهم، بينما الشباب أنفسهم في نفس الوقت هم رأسمال السلام”.

وأضاف: “الفن والثقافة هما الخيط الذي يجمعنا ببعض، ولا يمكن أن ينقطع هذا الخيط ما دام الشباب يعملون رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجههم بها أطراف الحرب ومراقبتهم ومحاربتهم وفرض قيود على حريتهم. الحرب تستطيع نارها أن تلتهم الجميع، والفنانون وحدهم من يستطيعون إخمادها”.

وتقول جهاد جار الله (25 عاماً) من جهتها، إن “الفن هو عامل مساعد ومؤثر لكثير من الشباب اليمني الذين اختاروا المشي في طريقه عوضاً عن الانجرار خلف الصراعات”. وأضافت أن “لكل فنان شغف ما بالحياة يدفعه نحو الإنتاج و التمسك وحب الحياة والسلام”.

 

View this post on Instagram

 

#art #oilcolor #byme #فن #الوان_زيتية #رسمي #ج_ج #jeem_jeem

A post shared by مُقدسة (@jeemjeem_art) on

وتذكر جهاد أهمية الفن في تهذيب سلوك الإنسان الذي يميل إلى العنف، وعن تأثير الحرب والصراعات على الفنان.

قالت الفنانة التشكيلية جار الله “إن الحرب ورغم تأثيرها السلبي على الفنانيين إلا أنها كان لها الدور في تفجير إبداعات الفنانيين وطاقاتهم في إنتاج أعمال جميلة في فترة الحرب، تناهض للحرب و تظهر البشاعة التي خلفتها على المجتمع والإنسان اليمن”.

غرس بذور السلام

ومثلما كان للريشة والألوان دورهما في مواجهة العواصف التي تعصف باليمن، كان للكاميرا وحامليها دوراً هاماً وكبيراً في إيصال أصوات الشباب وكسر جبروت الحرب وتبعاتها على نفوس اليمنيين، عبر أعمال بصرية جميلة وهادفة”.

تحكي نسرين نادر (23 عاماً) عن التغيير الكبير الذي أحدثته الكاميرا على واقع الحال في بلادنا، وكيف استطاع المصورون تعريف العالم من خلال صورهم وأعمالهم البصرية على اليمن وأهلها: “زمان عندما كانوا يسمعون عن بلادنا في الخارج، لم يكن أحد يعلم أنها موجودة وأننا نعاني، لكن من خلال عدسات المصورين التي نقلت الواقع بدأت الناس تفهم وتدرك ماذا يحصل في اليمن من صراع. ونحن نتمنى أن يفهم العالم المعاناة التي نعيشها، ويتحول الفهم إلى أفعال وتكون هناك جهود حقيقية لتتوقف الحرب لكي نعيش بسلام”.

 

View this post on Instagram

 

يبقى السلام سلاماً رغماً عن الدمار حولنا ..

A post shared by Nisreen | نسرين (@_nisreennader_) on

تحاول نسرين وغيرها من المصوريين غرس بذور الأمل والسلام في قلوب اليمنيين من خلال أعمالهم رغم الظروف المريرة التي تحيط بهم. ومن خلال عمل جميل لها عنونته بـ”يبقى السلام سلاماً رغم الخراب”، عبرت نادر عن إمكانية إيجاد السلام رغم الخراب.

“أنا حقاً مؤمنة أنه ممكن نجد السلام رغم الخراب الذي يحيط بنا. قد لا يستشعر من يعيش في سلام دائم قيمة السلام، لكن من ذاق الحرب والدمار يستشعر السلام في أبسط التفاصيل. وحبيت أنقل هذا الإيمان عن طريق هذه الصورة والكلام هذا نابع من داخلي”، تقول نسرين.

وفي حديثه عن ما يصنعه الشباب في هذه الساحة وعن الظروف الصعبة التي تواجههم والتشكيك المستمر بهم من قبل جهات الصراع، قال المصور عبدالله الأثوري (23 عاماً): “الشيء الجميل ما يصنعه الشباب على هذه الساحة من تطور ملحوظ في إيصال أفكارهم ومعاناة المجتمع من خلال عدسة الكاميرا. والشيء السيء هو ما يعانيه المصورون من الجهات الأمنية خاصةً، والمجتمع عامةً، حيث يكونون موضع اتهام لمجرد أنهم يمسكون الكاميرا لالتقاط صورة ما”.

الإنسان عدو ما يجهل

جمع الأثوري و العلوي عمل فني رائع، نشرته “منصتي 30” على حسابتها في وسائل التواصل الاجتماعي، عبرا من خلاله عن الدمار الذي يعصف في البلاد. ومن خلال هذا العمل استطاعا أن يظهرا مدى قوة الفن رغم الخراب الحاصل.

وللكشف عن فكرة هذا العمل قال الأثوري: “كنت ماشي بالحارة ورأيت ألوان الجدران للبيت المدمر، هذه التي من الممكن أن تجذب أي شخص عادي. كيف إذا كان الشخص صاحب حس فني فاهم لبعض دلالات الألوان”.

وأضاف: “دائماً المرء عدو ما يجهل. لذا كنا متوترين جداً عند تعليق اللوحات بأماكنها للتصوير خوفاً من أي اعتداء”.

البارحة رتب لي صديقي الفنان: عبدالله الاثوري. أن آخذ بعض لوحاتي الورقية ويلتقط لها صور فوتوغرافية في بيت تم تهديمة بالحي…

تم النشر بواسطة ‏ذي يزن العلوي‏ في الاثنين، ١٣ يوليو ٢٠٢٠

 

حلم بعيد المدى

للعلوي، نسرين، عبدالله وجهاد، نفس أماني أي يمني يحلم أن يعود اليمن إلى حالة من الاستقرار وأن يعيش اليمني بأمان وطمأنينة. جميعهم حاولوا وبطريقة تشبههم، أن يوصلوا للعالم رسالة أن اليمني إنسان، مثله مثل أي شخص على هذه الأرض، لديه أحلام و طموحات يريد لها أن تغدو حقيقة. وبأعمالهم الفنية، هم والعديد من الفنانين اليمنيين يسعون أن يوصلوا للعالم ولجهات الصراع، الصورة الحقيقة لليمن واليمنيين.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً